أجمع مختصون في علم النفس و التربية و التنمية البشرية على ضرورة ابتعاد التلميذ عن التوتر و القلق في الأيام القليلة التي تسبق الامتحانات الرسمية داعين إلى ضرورة تجنب المراجعة أو الحفظ في هذه الأوقات الأخيرة، و تفادي الضغوط خاصة تلك التي يفرضها المحيط الأسري في غالب الأحيان أين يتخذ الأولياء دور الرقيب مشددين على أبناءهم عدم ترك المراجعة و الانشغال بأمور أخرى. متجاهلين الجانب النفسي للممتحن الذي يدعوا أهل الاختصاص إلى منحه الكثير من الاهتمام. و في هذا الصدد دعا المستشار و المدرب في التنمية البشرية، السيد مشاي عبد الكريم بالتركيز على الاستعداد النفسي والراحة الذهنية وعدم خلط الأمور، و نصح المقبلين على الامتحانات بتفادي المراجعة في الأيام الأخيرة، حيث يفترض أن يخصص اليومان الأخيران قبل الاختبار إلى الاسترخاء، و الاستعداد النفسي الجيد الذي يساعد الطالب في التركيز على الآتي، و تفادي الوقوع في فخ الخوف والقلق والارتباك، موضحا أنه على التلميذ دائما البدء بالأسهل أثناء الامتحان وقراءة الأسئلة عدة مرات، كون القراءة الثانية والثالثة تسمح بالفهم والاختيار الموفق للإجابة. و أن يبدأ بالسؤال الأسهل إلى الأصعب، ليضمن الحد الأدنى من النقاط، كما يستحسن –حسب المتحدث أن يكون للتلميذ إستراتيجية لا تسمح له الانخداع بسهولة السؤال. و دعا أيضا إلى وجوب تخصيص موازنة زمنية لكل سؤال مع ترك وقت احتياطي للمراجعة، حتى يطمئن ويكون لديه حصانة نفسية، و حذر المختص من التأثر بالمبكرين من الذين يضعون أوراق الإجابة و يخرجون من القسم، مشيرا أن بعض الأشياء تسبب تشويشا على الممتحن و إذا كان على مستوى من الوعي والتحضير الجيد فهي لن تؤثر عليه يوم الاختبار. و بالموازاة أكد مشاي على الأولياء عدم الضغط على أبناءهم، حتى لا يكونوا سببا من أسباب التوتر، و ألا يخافوا أكثر من الممتحن نفسه ويبدون وكأنهم هم من سيجتازون الامتحان. و بدلا من ذلك يجب أن يقوموا ببعث الاطمئنان في نفوس أبنائهم، كما يجب ألا يسمحوا لهم بالانغماس في المراجعة إلى درجة مفرطة مبالغ فيها، وعليهم العمل على خلق التوازن، وخلق فرص الاستجمام والراحة والرياضة، و الابتعاد على اللامبالاة و الاستهثار ببعض الأمور. مضيفا أن دور الأولياء هو حفظ التوازن، وحفظ العلاقة. فهم يعتبرون سندا ودعما مهما لهم، لذلك يجب ألا يكونوا ضاغطين، كما أشار المختص إلى ضرورة الاهتمام بالأكل الصحي، وأوقات النوم الصحي أيضا، وكذلك الصحبة الصحية لأبنائهم المقبلين على الامتحان، ويكونون مرافقين إن استطاعوا وان لم يستطيعوا يستعينون بمختصين أو بأساتذة، وأفضل شيء يقوم به الأولياء هو التشجيع والدعم وبعث الحماس، داعيا إلى عدم وضع أبناءهم أمام شرط أو ضغط عاطفي بمعنى الحب مقابل النجاح. فالممتحن يجب أن يمتحن من أجل تحقيق أحلامه وطموحاته هو، وليس أحلام وطموحات والديه و تحقيق ما لم يستطيعوا هم تحقيقه. . لذلك نحن نحرص على الاثنين؛ أن يكون هناك استعداد من حيث الحفظ والمراجعة والتلخيص؛ ويكون هناك أيضا, وهما وجهان لعملة واحدة لا يستغني أحدهما عن الاخر.