أكد التونسي أكرم عدواني مخرج الفيلم الوثائقي "الأمير عبد القادر" الذي عرض أول أمس في إطار المنافسة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي أن العمل الذي يتناول شخصية عربية تاريخية وعسكرية تجاوزت حدود الجزائر يعتبر صرخة في وجه التطرف، وذكر عدواني في تصريح ل/وأج على هامش العرض الذي احتضنه متحف السينما لوهران أن الأمير عبد القادر الجزائري خاض حربا لتحرير وطنه من الاستعمار الفرنسي دون أن تكون حربا متطرفة أو عقائدية، وإنما بعقلانية لتحقيق أهداف إنسانية وحضارية.. ويرى مخرج هذا العمل الذي أنتجته شركة تونسية أنه لا يتعين نتناول ذاكرتنا العربية بالتركيز فقط على البطولات والإنجازات العسكرية المحققة، وإنما علينا إبراز قيم الإنسانية والتسامح، مبرزا أن الأمير عبد القادر مجاهد يحمل مشروع إنساني وحضاري كان همه الإنسان، وقد حاول تكريس فكرة أن الأمير عبد القادر ليس شخصية جزائرية فقط، وإنما امتداده و طموحاته تجاوزت حدود الجزائر، وكانت له مشاريع تحررية وسياسية لتحرير منطقة المغرب العربي واقتصادية كمساهمته في إنشاء الطريق دمشق وبيروت وقناة السويس بمصر ومواقفه في حماية المسيحيين على حد تعبيره . ويروي الفيلم الوثائقي الذي أنتج سنة 2015 سيرة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر (1808-1883) ورحلته الروحانية وبطولاته المجيدة، وكذا نضاله المستميت في مقاومة الاستعمار الفرنسي والمعارك التي خاضها لكسر شوكته ومواقفه الإنسانية منها حماية المسيحيين.