عرض سهرة أول أمس، بقاعة سينما المغرب بوهران، فيلم "المدينة"، بحضور سفير دولة فلسطين لؤي عيسى، هذا العمل الفني، الذي ألفه وأخرجه عمر شرقاوي، شهد حملة انتقادات واسعة، بسبب المشاهد الفاضحة، وتصوير الفرد الفلسطيني على أنه شخص منحرف، عربيد، يهوى القينات و يتعاطى الخمر في الحانات، ما دفع بالكثير من المشاهدين والعائلات الوهرانية التي كانت حاضرة، إلى الانصراف من القاعة حتى قبل أن ينتهي الفيلم، بعدما كانت تعتقد أنه، يصور ملاحم وكفاح الشعب الفلسطيني الأبيّ، الذي يقاتل بأياد عارية اليوم جنود الاحتلال الصهيوني الغاصب، هذا الأمر أحرج كثيرا الفنان، عمر شرقاوي المولود في الدنمارك لأب فلسطيني وأم دانمركية، حيث عبر عن اندهاشه وتفاجئه، في ختام فيلمه "المدينة" عن خلو القاعة من الجمهور بعدما كانت ممتلئة، ليتدخل بعض الإعلاميين الحاضرين، ليؤكدوا له أن عمله لم يرق البتة للمتفرجين، بعد مشاهدتهم تلك الإيحاءات الجنسية الزائدة عن اللزوم، إذ كان الجميع يعتقد من الوهلة أن "المدينة"، قصة فيلم تروي شخصية فلسطيني يحن للعودة إلى أرضه الغاصبة، ويواجه ببسالة عنف وغطرسة الكيان الصهيوني، ليجدوا في الأخير أن عمله وكأنه فيلم من أفلام هوليوود البوليسية، زنا، خمر، تسكع...إلخ غير أن مخرج الفيلم عمر شرقاوي، حاول الدفاع عن عمله بالتأكيد على أن هذه المشاهد، ليست شيئا جديدا وتوجد في جميع دول العالم ولاسيما في مخيمات اللاجئين على غرار السورية المتواجدة في الحدود الأردنية واللبنانية والتركية، وأنه حاول قدر المستطاع أن يكون، ناقلا أمينا لمختلف المظاهر الاجتماعية السلبية، التي يمكن أن يتعرض لها أي شخص في العالم. وعن قصة الفيلم، فهي تبدأ بعودة يوسف لزيارة بلدته وموطن والده مع زوجته الدنماركية الحامل، حيث يحلم بالعودة لجذوره الإيمانية بحثا عن السلام. لكنه يرتكب بالخطأ جريمة قتل تلقي به في السجن، وبعد هروبه منه تنقلب حياته إلى اختبار قاس لإيمانه عندما يُضطر لتجربة العيش بالجانب المعتم من المدينة، وهي التجربة التي تغير على نحو جذري وعنيف خاصة لما يشهده من العيش فى الطبقات الدنيا من المجتمع. ويشارك في التمثيل أشرف فرح، غزال، سارا هجورت ديتلفسن، حسن شاعر، نادرة عمران، ماجدة البشايرة، مكرم خوري، سهام الكردي، علي عليان.