تشكل ظاهرة التسول بوهران على غرار باقي ولايات الوطن خطرا حقيقيا لا سيما وأن هؤلاء المتسولين باتوا يستغلون البراءة في استعطاف المارة وإثارة الشفقة دون مراعاة عواقب ذلك خاصة وأن الأطفال المستغلين في هذه 'المهنة ' أجبروا على مغادرة المدرسة في سن مبكرة أو أنهم لم يدخلوها أصلا . لا تخلو شوارع الباهية وهران من أطفال من مختلف الأعمار يهرولون وراء المارة يطالبونهم ' بدفع ' دنانير معدودات بغرض اقتناء ما يأكلوا أو بحجة أنهم يتامى بحاجة إلى ما يسد رمق عائلتهم الى غيرها من الحجج الواهية التي يستعون من خلالها كسب رضى المارة و منحهم ما يريدون . و فيما يتركز الأطفال بشوارع المدينة وقرب المساجد و كذا مواقف الحافلات و سيارات الاجرة يفضل المتسولون البالغون المستشفيات قصد اللعب بأحاسيس أقارب وأهل المرضى والشروع قبل طلب الصدقة في الدعاء للمرضى بالشفاء كما يقوم البعض الآخر بتقديم وصفات طبية موهمين ضحاياهم بحاجتهم الماسة لعمليات جراحية مستعجلة أو أدوية وأن حالتهم المزرية هي التي دفعتهم الى مدّ يدهم . وبالرغم من حملات جمع المتسوّلين التي تقوم بها مديرية النشا الاجتماعي بالتنسيق مع مصالح الأمن في كل مرة و مقاضاة الكثير منهم بتهمة التسوّل و استغلال الأطفال إلا أن الظاهرة لا تزال موجودة حيث يعود هؤلاء الأشخاص الى الشارع طلبا " للصدقة " كون الأمر أضحى بالنسبة لهم مهنة مربحة الوسيلة الوحيدة لإنجاحها هو إثارة الشفقة وكب الطرق و الأساليب شرعية مادمت تنتهي بجمع الأموال دون أدنى جهد.