فبالفعل، أصبحت أخبار زياني ومطمور وبلحاج وغيرهم تستقطب ملايين الجزائريين وتجمعهم في المقاهي والحافلات والمنازل أيضا..وفي الوقت نفسه، سجلنا نفورا شعبيا رهيبا من كل ماهو سياسي، إلى درجة أنه لم تعد أخبار الحكومة وتصريحات الوزراء وخرجات أبو جرة وبلخادم تلقى أذانا صاغية في المجتمع بأسره...فكيف تغلبت الرياضة على السياسة في الجزائر؟ نعتقد أن الأمر بسيط ولا يحتاج إلى إعادة اكتشاف النار، فالفريق الوطني حقق انتصارات مهمة، وأعاد الجزائر إلى المحافل الدولية، وزرع البسمة والبهجة في شوارع البلد، وتمكن من إعادة اللحمة الوطنية التي ظلت مجروحة بفعل ممارسات الساسة والسياسيين، أما السياسيين فلم يشبعوا الشعب إلا خطابات ووعودا سريعا ما تمحوها الآثار العدوانية للفضائح المالية التي تفوح رائحتها المقيتة في كل شبر من الوطن، ولم تستثن قطاعا من القطاعات، بل إن الكثير من الخطابات والتصريحات أدت في أحيان كثيرة إلى زرع الفتنة والتفرقة بين أفراد الوطن الواحد، وكثيرا ما تسببت العديد من القرارات الحكومية في خطف البسمة من شفاه المواطنين...وهكذا إذن، فلا غرابة أن يطلق الجزائريون السياسة العاهرة، ويتزوجون الرياضة الطاهرة... ومعنى هذا الكلام، أننا دخلنا مرحلة القطيعة مع المنظومة السياسية القائمة أو المفروضة. وفي هذا المستوى، أصبح الإصلاح السياسي خيارا لا مفر منه.