تعززت مؤخرا، المكتبات الوطنية بمؤلف جديد للباحث الجزائري الدكتور عبد الرزاق الشريف أمقران ، يحمل عنوان "التجديد الثقافي في المجتمعات العربية في ظل العولمة "، الصادر عن دار الأيام للنشر والتوزيع بالأردن. تطرق الدكتور عبد الرزاق الشريف أمقران في مؤلفه، لمكانة الثقافة في المجتمعات العربية في الوقت الراهن وأوجه تفاعلها مع عصر عولمي ينشر قيم لا حائل بينها وبين النفاذ إلى العالم بأسره بشكل إكراه وإغواء مستمرين. و ما يبدو للكاتب انه حاول من خلال هذا الكتاب الخروج فما ألفنه عليه، حيث كان يقدم دراسات عامة في مختلف المجالات العلمية و الأدبية لينتقل بنا هذه المرة إلى موضوع يقال عنه انه أعمق و أعقد في وقتنا الراهن و يتعلق بالتجديد الثقافي. التجديد الثقافي كما حدده الدكتور عبد الرزاق الشريف هو مجمل العمليات التي ينجزها الأفراد والجماعات والمؤسسات والهيئات الرسمية والتي تستهدف إحداث تغييرات إيجابية على فضاء الثقافة بمعناها الواسع. ولهذا ارتبط التجديد الثقافي بمنهجية عامة وشاملة وصفت بالإستراتيجية، و تتمثل هذه الأخيرة حسبه في الاستجابة للظروف العالمية حصل الإجماع على وصفها بالعولمة، و هنا يشير إلى أن هناك تباين في بعض الموقف فهناك من رافض للعولمة وهناك من قبل بها، و هناك موقف ثالث يكيف الأوضاع العربية مع ما تمثله العولمة من اخضاع وتنميط، و على هذا ضوء يشير الدكتور أن هذا الطرح كان غايته من إجراء هذا البحث. و للإجابة عن طرحه اعتمد الكاتب بإجراء تبيان تمحورت أسئلته حول" أدوار ومهام المثقفين العرب خلال العشرين سنة الماضية قبولا ورفضا وتكييفا حيال العولمة"و حول " العلاقة القائمة بين هذه الأدوار والمهام والأزمنة الحضارية الثلاثة طيلة عشرين سنة وهي التي تمثل الحدود الزمنية للبحث".و نتائج هذا الاستبيان قدمها الكاتب في أربعة فصول خصصت ل "تقديم قراءة نقدية للدراسات المشابهة والسابقة". "الوقوف على الاتجاهات النظرية التي تناولت بالاهتمام قضايا التجديد الثقافي"، " المرجعيات القيمية التي تسند قضايا التجديد الثقافي في المجتمعات العربية"، أما الفصل الرابع فقد خصص لتبيان "أوجه التقاطع القائمة بين موضوع الدراسة وفرع علم اجتماع التنمية".