السلطة تقرر ترتيب أوراقها، خارطة طريق جديدة تم تسطيرها، وتم تعبيد الطريق القانوني والإداري والسياسي أمام عمار سعداني لاستلام جبهة التحرير الوطني، متسلحا بالأدوات التي سبق وذكرناها لسحق خصومه، في محاولة واضحة من أعلى سلطة في البلاد، لطي أزمة الحزب العتيد مثلما يؤشر على ذلك حضور الوزير الأول عبد المالك سلال إلى القاعة البيضاوية. قرار السلطات العليا وضع حد للتشرذم الذي ينخر جسد الآفلان، بتسليمه إلى جناح سعداني وجعل خصومه خارج الملعب التنظيمي، رافقه قرار الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي تقديم استقالته من قيادة الحزب نزولا عند رغبة أعلى سلطة في البلاد، التي لجأت مرة أخرى إلى رجل الاحتياط احمد اويحي لقيادة المرحلة المقبلة/ ولان المرحلة السابقة طبعها فشل السلطة في تمرير واحد من ابرز مشاريعها وهو الدستور، مقابل استقواء المعارضة، فان المرحلة المقبلة يتوقع ان تشهد هجوما مضادا من السلطات بغية كسر شوكة المعارضة.. فعمار سعداني المنتشي بنشوة الشرعية الجديدة، واحمد اويحي العائد بعد راحة طويلة، سيلعبا أدوارا حاسمة في حسم الصراع السياسي الذي بلغ مرحلة الانسداد، ومن هنا فان العودة إلى موضوع تعديل الدستور وتحضير الاستحقاقات المقبلة ومنها مسالة خلافة الرئيس بوتفليقة، ستكون أولى أولويات ارندي اويحي وآفلان سعداني، على اعتبار أن عودتهما هو بداية لتوافق أجنحة الحكم على ورقة طريق المرحلة الجديدة.