التحول من العمل السياسي إلى العمل المسلح أو بالأحرى العمل الإرهابي، هو انزلاق أي مجتمع وبداية وضع رجليه في طريق انهيار الدولة. في مصر التي عرفت أحداثا متسارعة في السنوات الأخيرة، أشهرها "عزل" السيسي للرئيس محمد مرسي المنتخب -رغم ما يمكن أن يقال عن سياسته او مرجعيته أو خلفياته السياسية-، بدأت الأمور تنتقل من المظاهرات السلمية والاحتجاجات الشعبية والمسيرات الطلابية وغيرها إلى انحدار نحو عنف أعمى، وحتى وان كان هذا العنف محدود في بداية البدايات إلا انه أخذ مستوى تصاعديا على اثر العملية الإرهابية التي تم فيها القضاء على النائب العام المصري هشام بركات: – أولا هذه العملية جاءت بعد القبضة الحديدية التي مارسها القضاء ضد رموز الإخوان والأحكام الثقيلة التي سلطها على مرسي ومنها الإعدام.- ثانيا في هذا السياق تصنف العملية: في خانة الاغتيالات السياسية – وهذا معناه أن البلد اخذت طريق العنف التصاعدي. والنتيجة أن الانقلاب عن أي إرادة شعبية مهما كانت المبررات ومهما كان حجم الخلافات لن يؤدي في النهاية إلا للانهيار…فالشرعية هي عماد الدول واسمنتها المسلح.
