محاولة عبد الله جاب الله جمع ما يسميه شمل الإسلاميين، مبادرة تطرح الكثير من التساؤلات حول أهدافها في هذا التوقيت بالذات لكن تطرح أيضا أسئلة جوهرية حول مدى فشل تجربة التحزب بالنسبة للإسلاميين. في الواقع يجب التأكيد أن الشخصيات الإسلامية التي دخلت العمل السياسي من بابه الحزبي قدمت تجربة ثرية للعمل السياسي وأيضا التعددي الديمقراطي لكون هذه الشخصيات استطاعت أن تطرح رؤية تيار داخل المجتمع ظل بعيدا عن الحياة العامة رغم نشاطه الكبير في السرية. إلا أن التجربة الحزبية للإسلاميين بعد خروجهم من العمل الحركي في العموم يعتبر فاشلا أو على الأقل غير فعال…فكثيرا من الشخصيات الإسلامية فقدت بريقها بعد احتكاكها بأروقة السلطة بما فيه تلك التي دخلت البرلمان…والواقع أن احتكاك الإسلاميين بالمناصب التنفيذية والسياسية جعل كثير من المواطنين لا يفرقون بين الإسلامي والوطني والعلماني ذلك لان فشل هؤلاء في تنفيذ طموحات المواطنين في التنمية وحل مشاكلهم جعلهم لا يفرقون بين الإسلامي وغير الإسلامي. صحيح أن الصورة التي ترسمت للمواطنين عن الإسلاميين بعد دخولهم إلى العمل السياسي العلني والحزبي ومشاركتهم في المناصب التنفيذية والسياسية ليست طيبة وصحيح أيضا أن صدمة الإسلاميين في إحداث تغيير شكل إحباط نخبهم في العمل السياسي…لذلك يحاول جاب الله العمل ضمن الإطار الأوسع للحركة الإسلامية بذل الحزبية التي خلقت تشتتا لرموز هذا التيار أضعفته وهلهلته. غير أن هذه المبادرة جمع الشمل التي طلقها جاب الله لن يكتب لها النجاح لاعتبارات اولها ان الاسلاميين خاصة ممن ذاقوا حلاوة المناصب لا يريدون العودة إلى العمل الجماعي إسلامي- إسلامي ضف إلى ذلك أزمة الزعامة التي تضرب رموز الحركة الإسلامية…ولهذا فمحاولة عبد الله جاب الله ما هي إلا محاولة لتسجيل موقف شبيه بتوبة .