كشفت مصادر مطلعة وموثوقة عن ظهور حالات لمرض التهاب الملتحمة أو ما يعرف بالعامية ب ''الرمد''، مؤكدة تزايد أعداد الحالات التي تقصد قسم استعجالات أمراض العيون خلال الشهر الحالي مقارنة مع كانت عليه مقارنة بنهاية الشهر بالماضي، ما قد ينذر بانتشاره في شكل وباء على غرار ما ظهر عليه في صائفة 2003 كنتيجة من نتائج تدهور الوضع الصحي وشروط النظافة عقب الزلزال. أوضحت ذات المصادر الطبية أن معظم حالات التهاب الملتحمة خفيفة ولا تسبب أي ضرر في العين ولكن قد تكون بعض الحالات شديدة الأعراض وتسبب مشاكل في البصر أثناء المرض، ويشكو المريض من التهاب حاد في إحدى وكلتا العينين وإدماع وإخراج مائي من العين وانتفاخ في الجفون. إهمال شروط النظافة تعتبر من بين العوامل الرئيسية في انتشار هذا النوع من المرض الذي قد يتحول إلى وباء في حال عدم تقيد المصابين ومحيطهم الأسري والمهني بإرشادات ونصائح الأطباء، بينت نفس المصادر. مرض سهل الانتقال والاتقاء أكدت أخصائية أمراض العيون الدكتورة كولوجلي في اتصال ل ''الحوار'' أن مرض التهاب ملتحمة العين يكون إما بكتيريا تسببه بكتيريا أو فيروس، أو نتيجة حساسية العين لمواد معينة. وهو مرض معدٍ حيث يمكن أن ينتقل بسهولة من شخص إلى آخر.ويتميز التهاب الملتحمة بحدوث احمرار شديد بالعين لذلك يسمى بالعين الحمراء أيضا. موضحة أنه توجد عدة أسباب للإصابة به فقد تتم العدوى بالبكتريا أو الفيروس من شخص لآخر عن طريق الأيدي والأظافر الملوثة أو استعمال المناشف الملوثة. كذلك يمكن أن تتم الإصابة من حمامات السباحة، وفي حالة الإصابة الفيروسية فغالبا تعقب الإصابة بنزلات البرد أو التهاب الحلق. كما قد تكون بسبب حساسية العين لبعض المواد مما يؤدى لتهيجها وحدوث الالتهاب، مثل دخان السجائر، تلوث الهواء، أدوات ماكياج العين. وبالنسبة لأعراض هذا المرض، قالت الدكتورة إنه توجد بعض الاختلافات في الأعراض تبعا لمسبب الالتهاب سواء بكتيريا أو فيروسيا أو نتيجة حساسية. فالالتهاب البكتيري يتميز بإفرازات لزجة سميكة صفراء أو خضراء من العين، والتي قد تؤدى لحدوث التصاق بين الجفون خاصة في الصباح بعد الاستيقاظ من النوم مع انتفاخ الجفون وإدماع مستمر للعين، يصاحبه تهيج العين والإحساس بوجود حبيبات صغيرة خشنة بالعين مع احمرارها وزغللة بالرؤية نتيجة للإفرازات، ويشعر المصاب بحساسية زائدة للضوء، ويبدأ غالبا الالتهاب في عين واحدة، لكنه يمكن أن ينتقل بسهولة للعين الأخرى. أما الالتهاب الفيروسي فيتميز بإفرازات شفافة مائية الشكل، مع تهيج وحرقة في العين يصاحبها احمرار، بينما الالتهاب نتيجة حساسية فغالبا يصيب العينين معا بحكة وحرقة شديدة واحمرار بالعينين. وقدمت الدكتورة في حديثها معنا نصائح لمنع انتشار العدوى من قبيل غسل الأيدي باستمرار بالماء الدافئ والصابون، تجنب استخدام مناشف الوجه المشتركة، وتجنب لمس العين المصابة أو حكها، ومع التقيد بإزالة إفرازات العين بمنديل نظيف ثم التخلص منه، وعدم استخدام قطرات أو مراهم مشتركة مع شخص مصاب آخر حتى وإن كان من العائلة، تجنب ملامسة أنبوبة المرهم أو القطرة للعين، كما يجب غسل الأيدي جيدا بعد استعمال القطرات والمراهم، وعدم استخدام القطرة التي استعملت للعين المصابة للعين الأخرى السليمة، ولا يتم استخدام العدسات اللاصقة حتى يتم الشفاء تماما بالنسبة للمعتادين على استعمالها، وبالنسبة للنساء، عدم استخدام أدوات ماكياج العين حتى يتم الشفاء تماما. بالإضافة إلى تطهير الأسطح العامة التي يستخدمها العديد من الناس، مثل مقابض الأبواب وصنابير المياه، وتجنب التقبيل والمصافحة باليد والذي قد يزيد من فرص العدوى. تتبع خطوات العلاج السليمة يقلل فرص ظهوره يعتمد العلاج، حسب ما بينته الدكتورة، على نوع الالتهاب. ففي حالة الإصابة بالنوع البكتيري يوصى باستخدام مضاد حيوي موضعي كقطرة أو مرهم للعين 3 إلى 4 مرات يوميا لمدة 5 إلى 7 أيام، إضافة إلى وضع كمادات دافئة للعين خاصة قبل استعمال القطرة أو المرهم مباشرة. أما إذا أدت الإفرازات السميكة من العين إلى التصاق الجفون في الصباح بعد الاستيقاظ من النوم، فيتم استخدام قطن مبلل بالماء الدافئ ومسح الجفون برفق حتى يزول الالتصاق ويمكن استخدام مضاد حيوي في شكل أقراص خاصة في الحالات الشديدة، وأوضحت الدكتورة أنه يتم الشفاء خلال أسبوع. وعلى العموم لا يعرف غالبية المصابين الطريقة الصحيحة والسليمة لاستخدام قطرة العين ما يؤخر الشفاء ويزيد فرص انتشار وانتقال العدوى لآخرين، قالت الدكتورة، وقدمت شرحا حول الطريقة الأنسب لذلك، حيث يتم شد الجفن السفلي للعين ثم توضع في منتصف الجفن السفلي قطرة إلى قطرتين حسب ما وصفه الطبيب مع محاولة عدم لمس علبة القطرة للعين ثم تفتح وتغلق العين بلطف لانتشار القطرة، أما الطريقة السليمة لاستخدام مرهم العين فيتم شد الجفن السفلي للعين ثم توجيه النظر إلى أعلى ثم يتم وضع خط رفيع من المرهم بداية من الجزء الداخلي للعين متجها إلى الجزء الخارجي للعين مع محاولة عدم لمس أنبوبة المرهم للعين) ثم يتم فتح وغلق العين ببطء عدة مرات لانتشار المرهم. تدوم الحالة المرضية من 7 إلى 10 أيام وقد تمتد من 3 إلى 6 أسابيع ويشفى المريض بعدها دون ترك أي أثر في العين أو ضعف في البصر.