النجاح هو الحلم الذي يسعى الرجل الى تحقيقه بكل قوة، ولكن تأتي أحيانا الرياح بما لا تشتهي السفن، ويكون الفشل هو حصيلة مساعي الرجل للحصول على النجاح. وبعد ان يقع الرجل فريسة لأنياب الفشل القاتلة، يكون الإحباط واليأس هم رفقاء دربه، ويكون النجاح مجرد حلم وردي مستحيل التحقيق، مع انه لو استطاع الرجل استثمار الفشل سوف يحوله الى نجاح مذهل لا يمكن تخيله. ما هو الفشل الحقيقي يختلف تعريف الفشل من شخص الى أخر، ولذلك من المهم ان يعرف الرجل ما هو الفشل في حياته، ففي كثير من الأوقات يعتقد الرجل انه قد وقع في بئر الفشل، وبعدها يكتشف انه كان يخدع نفسه، وان ما مر به لم يكن الفشل بالمعنى الحقيقي، ولذلك وقبل ان يعيش الرجل في أجواء الفشل من إحباط ويأس دون أساس يجب ان يكون لديه تعريف واضح لمعنى الفشل . السيطرة على الإحباط يقوي الثقة في النفس المشكلة الحقيقة التي تواجه الرجل هي ليست الوقوع في الفشل، بل هي طريقة التعامل مع هذا الفشل، فإذا استطاع الرجل ان يسيطر على هذا الإحباط الذي يعقب الفشل وان يحافظ على ثقته في نفسه وفي قدراته فسوف يستطيع الرجل ان يستثمر الفشل ويحوله الى نجاح، إما إذا استسلم الرجل الى إحباط الفشل وقيد نفسه بقيود اليأس فسوف تتحول حياته من فشل الى فشل دون ان يذق طعم النجاح في حياته . بداية علاج الفشل هي معرفة أسبابه معرفة أسباب الفشل هي أسهل طريقة لكي يتعامل الرجل مع الفشل ويحوله الى نجاح، فبداية علاج الفشل هي معرفة سببه، فذلك يساعد الرجل على تفادي هذا السبب في المستقبل أو علاجه مما يجعل الفشل بداية النجاح .ليس هناك شك ان الفشل أمر قاس ومؤلم، ولكن بالتأكيد يوجد به جوانب ايجابية، وهنا حتى يستطيع الرجل ان يستثمر الفشل ويحوله الى نجاح عليه ان يرى جميع جوانب الفشل السلبية والايجابية، وان لا يوهم الرجل نفسه انه لا يوجد أي شيء ايجابي في الفشل، فعلى سبيل المثال من الممكن ان يكون فشل الرجل في مجال عمل معين هو السبب في ان يغير مجال عمله وينجح فيه، كما من الممكن ان يكون الفشل في الحب هو أول طريق لكي يحصل الرجل على حبه الحقيقي، وهنا حتى يتحول الفشل الى نجاح يجب ان يرى الرجل الجوانب الايجابية في الفشل الاستفادة من الأمور الايجابية في الفشل عندما يقع الرجل في براثن الفشل تتحول حياته الى جحيم يأكل الأخضر واليابس في حياته، وهنا تعتبر الطريقة المثلى للتعامل مع الفشل واستثماره وتحويله الى نجاح هي عدم خسارة كل شيء، فهناك مقولة تقول "ان ما لا يدرك كله لا يترك كله"، وهذه هي القاعدة الذهبية التي يجب ان يتعامل بها الرجل مع الفشل، وهي محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، والاستفادة من الأمور الايجابية في الفشل، وتقديم بعض التنازلات، وسوف يرى الرجل أمامه الفشل وقد حوله نور الإرادة والإصرار الى نجاح . كما توجد متعة للنجاح فهناك متعة الفشل التي لا يتذوقها الرجل وهو مغموس في هموم وأحزان الوقوع في الفشل، وهذه المتعة تكمن في تعرف الرجل أكثر على قدراته وما يستطيع فعله وما لا يستطيع انجازه، وتكمن متعة الفشل ايضا في انه يعرف الرجل بقيمة النجاح وأهميته؛ فيجعل الرجل أكثر إصرارا لكي يصل إليه، وهنا إذا استطاع الرجل ان يعيش متعة الفشل فسوف يستطيع ان يحوله الى نجاح باهر . الفشل والنجاح وجهان لعملة واحدة، ولن يستطيع الرجل معرفة طعم النجاح دون ان يتذوق مرارة الفشل، والرجل الذكي هو الذي يدرك جيدا ان الفشل بداية النجاح، وهو الذي يعرف كيف يستثمر فشله، ويرى في نفق الفشل المظلم نور النجاح الذي يلوح في نهايته .