• أحزاب الانتقال الديمقراطي لن تتعرض للانشقاق لأنها تملك نفس التفكير والتوجه • بلخادم ليس لديه الحق بالعودة للحزب إلا بإشارة من الرئيس • الحزب سيسلم للحكومة اقتراحات لتعديل قانون الإعلام قريبا • بوتفليقة له كل الصلاحيات بتعيين أو إنهاء مهام أي عضو يعمل على زعزة الحزب • مستقبل الأفلان في يد النظام وأنا أحترم الحزب لأنني ابن مجاهد • الجامعة الصيفية ستنظم بمستغانم وتاريخها سيعلن عنه لا حقا دعا مدير الديوان والمكلف بالتنظيم والشؤون السياسية لحزب التجمع الجزائري طارق زغدود، لتشكيل لجنة مكونة من رجال القانون والمحضرون القضائيون وذوو الاختصاص وحتى الفنانين للمشاركة في مشاورات تعديل الدستور، والجلوس على طاولة المشاورات التي أشرف عليها مدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيى، قصد الذهاب إلى دستور توافقي يرضي كافة الأطراف، منتقدا الطريقة التي سارت بها المشاورات الأخيرة، داعيا لعدم تمرير الدستور على استفتاء شعبي بحجة عدم صرف وتبذير الأموال، كاشفا أن حزبه قرر عدم الانضمام إلى أي فصيل معارض بالجزائر لعدم اقتناعه بهم، وأكد أن الأخيرة لن تخلق أزمات بالجزائر إلى بمساندة أجنبية، وقال إن هناك جهات تعمل على تلطيخ صورة رئيس الحزب على زغدود من خلال إيصال أخبار خاطئة عنه لرئاسة الجمهورية. حاورته : خديجة قدوار ما هو جديد الحزب بعد رئاسيات 2014؟ لحد الساعة لا يوجد جديد لحزبنا التجمع الجزائري كونه اصطدم بموقف المجلس الدستوري ، حيث أننا في الانتخابات الفارطة جمعنا 670 توقيعا لكننا لم نظفر بالدخول للسباق، الأمر الذي جعل مناضلو الحزب يصطدمون بهذا القرار، زيادة على أن هنالك جهات خاصة تعمل على تلطيخ صورة رئيس الحزب على زغدود من خلال إيصال أخبار خاطئة عن الحزب لرئاسة الجمهورية، إضافة إلى ذلك فإن بعض الأطراف لها عقدة من رئيس الحزب كونه مجاهد وأعطى للجزائر الكثير. بماذا تفسرون غياب الحزب عن الساحة السياسية؟ لم نغب عن الساحة مطلقا و نحن نتابع الأحداث أولا بأول، فحزبنا ينشط في الساحة السياسية وقد قرر مؤخرا تنظيم جامعته الصيفية بمستغانم، لكنه سيتم الإعلان عن تاريخها ومكانها في الوقت المناسب من قبل رئاسة الحزب، لدينا 24 سنة في الساحة السياسية والنضال والدولة الجزائرية كانت في حالة انهار في سنوات التسعينيات وبفضل الأحزاب السياسية والتي نحن من ضمنها استرجعت الأخيرة أمنها واستقرارها، أما بخصوص مواقفنا فإننا نبديها كل مرة عبر بياناتنا التي ترفض بعض الجرائد نشرها أو الحديث عنها، وهذا حسب توجهاتها وانتماءاتها السياسية. هل يمكنكم أن تقدموا لنا قراءة بسيطة عما يحدث بالساحة السياسية من منظوركم الخاص؟ الجزائر تعيش في مرحلة خطر من الناحية الإقليمية، وذلك على خلفية ما يحدث بدول الجوار خاصة فيما يتعلق بمالي وليبيا ، زيادة على المغرب الذي يعمل على زعزعة أمن واستقرار البلاد بكل السبل، ففي وقت سابق لما كانت الحدود مفتوحة بيننا وبينه كان المغرب يشجع على الإرهاب من خلال تدعيمه بالأسلحة، وهو لا يزال يحاول النيل من الجزائر بطرقه الخاصة. وماذا عن الصعيد الداخلي؟ شاركنا سابقا في مشاورات تعديل الدستور والتي أشرف عليها عبد القادر بن صالح آنذاك، وقد اقترحنا من خلالها بعض المواد هي موجودة بالدستور الحالي، والتي تتجسد في العلم والنشيد الوطني، إذن هي أفكارنا التي عملت بها رئاسة الجمهورية، إلا أننا لم نكن في الصورة، أما عن المشاورات الأخيرة والتي أشرف عليها مدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أو يحيى، فرئاسة الجمهورية قامت بالاتصال بنا لتدعونا للجلوس على طاولة المشاورات الحاصلة بخصوص الدستور إلا أننا رفضنا المشاركة فيها كوننا مقصون كالعادة، في اعتقادي إنه لابد من تشكيل لجنة يشارك فيها رجال القانون والمحضرون القضائيون، إضافة إلى ذوي الاختصاص وحتى الفنانين لهم الحق في المشاركة وإبداء الرأي في الدستور التوافقي الذي أشرف على مشاوراته أحمد أويحيى ويختارون منها شخصية تترأسها، ومن ثم الذهاب إلى دستور توافقي، أما الطريقة الحالية التي جرت بها المشاورات فاعتبرها غير لائقة. هل تحبذون تمرير الدستور على البرلمان أم على استفتاء شعبي؟ الدستور الجزائري سيمرُّ على البرلمان لا محالة في اعتقادي، لذلك من الأفضل عدم تمريره على استفتاء شعبي وذلك لتفادي صرف الأموال على ذلك، وأقترح أن تذهب تلك الأموال على المواطنين لتوزع عليهم كسكنات أو مشاريع تخدم الشباب الجزائري. تقولون إن التجمع الجزائري حزب معارض، ما هي التشكيلات السياسية المعارضة التي قد ينتمي إليها؟ وهل تلقى دعوات بخصوص ذلك؟ لقد قامت تنسيقية الانتقال الديمقراطي باستدعائنا للانضمام إليها، وهناك العديد من الأحزاب السياسية المنضوية تحت لواء التنسيقية كانت سابقا تنتمي الى جناح السلطة وشاركت بها وبالتحالف الرئاسي، وقد لعبت دورا كبيرا في رئاسيات2007 لإقصاء الأحزاب من خلال- من لا يتحصل على نسبة 3 % يتوجه لجمع التوقيعات-، ومن ثم مالوا الى كفة المعارضة بعدما حققوا ما يريدون من الدولة. ما هي الأحزاب التي ممكن أن تنضموا إليها ؟ نحن لن ننضم الى أية تشكيلة سياسية معارضة، فحزب التجمع الجزائري قرر عدم الدخول تحت راية أي حزب مهما كان توجهه، ونحن نعرفهم جيدا لا يقنعوننا فهم يبحثون عن الزعامة ، خبرة 24 سنة مكنتني من التعرف عليهم وعلى نواياهم. ألا تظنون أن التشكيلات المعارضة من شأنها إحالة الجزائر إلى ما لا يحمد عقباه؟ الشعب الجزائري ليس معارض، لذلك فالمعارضة الجزائرية لن تتمكن من إحالة الجزائر إلى ما لا يحمد عقباه إلا أنها تستطيع تنفيذ مخططاتها بالتعاون مع جهات أجنبية، لذلك على المعارضة الجزائرية الحذر وعدم إشراك الأجانب في تحقيق أهدافهم ، فالبلدان المجاورة كليبيا أحسن دليل على الدمار. والمعارضة لعبت دورا كبيرا في رئاسيات أفريل 2014 ولولا أن الشعب الجزائري كره وملَّ خاصة وأنه عاش التجربة في التسعينيات لكان الأمر مختلف تماما، وقد رفض الانخراط فيما كانت المعارضة تنادي إليه في الرئاسيات الماضية. قلتم إن المعارضة لعبت دورا كبيرا في الرئاسيات الفارطة، فبماذا تفسرون عدم مبالاة الشعب بدعواتها، خاصة وأنهم اختاروا بوتفليقة لولاية رابعة؟ لابد من اختيار شخصيات أخرى في المعارضة لقيادة البلاد، خاصة رؤساء الحكومة السابقين المنتمين حاليا للمعارضة، وعليهم فتح المجال للشباب والأجيال الجديدة، وأنا ليس لدي أمل في هؤلاء الأشخاص. ما هي وجهة نظركم بالنسبة لتنسيقية الانتقال الديمقراطي و قطب التغيير ومبادرة الأفافاس؟ هم شخصيات كانوا في الحكم ومن ثم انقلبوا عليه لذلك ، فأنا ليس لدي أملا فيهم ولا أظن أنهم سينجحون أما قطب التغيير ففي اعتقادي لن يجد الاستمرارية ، ولا علاقة لي بهم، وليس لدي تعليق على ذلك، أما عن المبادرة التي قام بها التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية بإطلاقها مؤخرا ، فأقول أن الأفافاس حزب جهوي محلي ينشط في مناطق محددة ، ومعلوم أنه دائما خارج عن نطاق الأحزاب الأخرى، يسعى دوما للانفراد والتميز عن بقية الأحزاب السياسية الأخرى، وهو حزب محلي ففي حالة ما إذا خرج عن نطاق تلك المناطق نستطيع ان نقول أنه حزب وطني. ألا تظنون أن تنسيقية الانتقال الديمقراطي ستنجب مبادرة أخرى مخالفة عن مبادئ ندوة مزافران على غرار مبادرة الأفافاس؟ لا أظن أن أحزاب الانتقال الديمقراطي سيتعرضون للانشقاق، فهم يملكون نفس التفكير والتوجه، وقد يختلفون في بعض الأمور إلا أن اختلافاتهم عادية لن تؤدي إلى طرق مسدودة ترمي بهم للانشقاق. ما تعليقكم بخصوص ما يحدث في الحزب العتيد؟ خاصة ما حدث لعبد العزيز بلخادم؟ أنا أكن التقدير والاحترام لهذا الحزب إلا أنه يعاني من صراعات باتت معهودة أما ما حدث لبلخادم فرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة هو رئيس حزب جبهة التحرير الوطني، وله كل الصلاحيات بتعيين أو بإنهاء مهام أي عضو يعمل على زعزة الحزب، و بلخادم كان مستشارا لرئاسة الجمهورية ليس لديه الحق في القيام بأي عمل أو المشاركة في أي تجمع أو إبداء الرأي ، إلا بأمر من الرئيس، فمن ميزات مستشاري الجمهورية التحفظ التام. وبلخادم ليس لديه الحق بالعودة للحزب إلا بإشارة من الرئيس. ألا تعتقدون أن مساندي بلخادم سيتعاطفون معه ويسببون أزمة بالأفلان؟ مستقبل حزب جبهة التحرير الوطني في يد النظام وأنا أحترم هذا الحزب لأنني ابن مجاهد. قيل إنكم بصدد فتح فضائية تلفزيونية-الشهاب-، هل من تفسير لعدم حدوث ذلك؟ كانت لدي نية سابقا في فتح القناة ، إلاَّ أن خبرتي في مجال الإعلام أكدت لي صعوبة الأمر خاصة من الناحية المادية، زيادة لعدم وجود قانون خاص بالقنوات التلفزيونية وقانون الإشهار، وربما سنقوم بتفعيلها مستقبلا. كلمة أخيرة؟ أدعو النظام الجزائري للانفتاح أكثر ، ومنح المعارضة بالجزائر مكانتها، وكذلك لا بد على المعارضة وضع الشعب أهم أولوياتها وذلك من الحفاظ على أمن واستقرار البلاد، وأعلمكم أنني قمت بتحضير اقتراحات بخصوص قانون الإعلام و الذي سوف نسلمه للحكومة قريبا. لمن لا يعرف طارق زغدود: متحصل على شهادة الليسانس في الحقوق بكلية الحقوق بن عكنون 'قسم العلوم الإدارية، و على شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة بنفس الكلية، مناضل في حزب التجمع الجزائري منذ 1990 ولم يتجاوز السن القانوني 14 سنة، شارك كعضو اللجنة السياسية لمراقبة الانتخابات ، وكعضو بالمجلس الوطني للتجمع الجزائري لعدة سنوات، كما تولى مسؤولية التنظيم بالحزب منذ جانفي 2007. ونصب مديرا لديوان حزب التجمع الجزائري منذ 16 جويلية 2008، ومديرا لديوان حزب التجمع الجزائري مكلف بالتنظيم والشؤون السياسية بداية من 6 جويلية 2013 لحد الساعة. إضافة إلى توليه إدارة كل من" مدير عام مسؤول النشر جريدة "الشهاب" يومية إخبارية وطنية نوفمبر، 2010 وعدة جرائد أخرى.