ردَّ زعيم حركة مجتمع السلم السابق أبو جرة سلطاني، أمس، على التعليقات التي أعقبت اعلانه على مبادرته السياسية والتي أطلق عليها اسم " المقاربة السياسية" خاصة منها على فاروق طيفور الذي طالبه بتوضيح في وقت سابق، مؤكدا أن التشاور بشأنها ما زال قائما مع المدافعين عن مناعته السياسية، وقال إنها ستعرض على المؤسّسات المخوّلة في الوقت المناسب.وأكد سلطاني عبر صفحته الرسمية " فايسبوك" أن ما جاء في التوضيح الخاص بالمقاربة السياسية لا يعدو كونه تنويرا للرأي العام حول ما تم تداولته مؤخرا، ذلك في رده على مسؤول الشؤون السياسية في حركة مجتمع السلم، فاروق طيفور الذي وصف مبادرة أبو جرة سلطاني الجديدة بالتحليل السياسي للأوضاع الراهنة وقال إن حركة مجتمع كانت ولا تزال تسيير على منهج مؤسسها الشيخ محفوظ نحناح حيث دعا سلطاني إلى توضيح حولها، وأوضح سلطاني أن المقاربة السياسية مازال التشاور بشأنها قائما مع المدافعين عن مناعته السياسية، وقال إنها ستعرض على المؤسّسات المخوّلة في الوقت المناسب، منوها بالتي سبقتها في طبعتها الأولى والتي كانت بتاريخ ال 10 نوفمبر 2015، وقال إن مقاربته السياسية لم يتم قراءتها وفقا لما جاءت لأجله.وأضاف" ..تعلمنا من المؤسس أن لا نهوّل الأمور ولا نستهين بها ، فلا خوف من الحركة ولا خوف عليها..الحركة التي ورثت عن مؤسسها ثقافة الوطنيّة وروح التسامح وثقافة الإختلاف وفنون الحوار بلجم نزوات العواطف بنظرات العقول وأخلاق مناقشة القضايا الساخنة بأعصاب باردة .. قد نجحت في نقل كاريزما الأشخاص إلى كاريزما المؤسسات"، مفيدا" تفتخر بامتلاكها لمجلس شورى وطني ينتهي إليه الفصل في كل نقاش، كونه المؤسسة الوحيدة المخوّلة بصناعة القرار و جميع أعضائها متشبعون بروح الثقافة الوطنية والتجربة السياسية والوعي بالتحولات والإحساس بالمسؤولية .. ما يجعل استقلاليّة ذمّتنا السياسيّة بمنآى عن المزايدات السياساويّة فصناعة القرار في الحركة لا يتأثر بالواقع الافتراضي الذي يقترحه الفضاء الأزرق".وقال سلطاني:" ..سعدت بحجم الإهتمام الذي أوْلته وسائل الإعلام والصحافة الوطنيّة لمضمون التوضيح المنشور على هذه الصفحة بتاريخ: 22/08/2016 ، وسعدت كذلك بحرارة التفاعل مع ما جاء فيه من تنوير للرأي العام حول ما تداولته بعض العناوين الصحفيّة"، وأضاف:" إن ما أدلى به أبنائي وبناتي من آراء وأفكار ومقترحات وعواطف وغرائز.. أعدّه مساهمة منهم في إثراء المقاربة قيد الانضاج، وأشجّعهم عل المزيد من التفاعل الإيجابي"، مؤكدا بالقول:" من هذا المنطلق أحترم كل رأي مهما كان لونه أو طعمه أو رائحته، وأُكبر في رواد الفضاء الأزرق جرأتهم على الخطاب وحماستهم لإبداء الرأي والدفاع عن قناعاتهم وتنوّع مصادرهم ومشاربهم".وردّ على التعليقات التي أعقبت اعلانه على – مقاربته السياسية- في قوله:" ..انتفعت بالنصائح واستفدت من الاستدراكات ، أما الشوارد والفلتات وزلاّت القلم فتجارب حياة تستوعبها الصدور المنشرحة بفقه المرحلة وتعلم خلفياتها العقول الناضجة بتجارب الحياة والعارفة بواجب الوقت و آداب الاختلاف".وقال" أتوجه بخالص الشكر والتقدير لجميع من أوْلوا اهتماما بما نعتقد أنه يقوّي مناعتنا السياسيّة ضد الفردانيّة ويفرض على دعاة احتكار الحقيقة الاحتكام للمؤسّسات، من أجل حماية الحركة وخدمة الوطن لا غير ، فأبناء الجزائر اليوم صاروا كبارا ولكنهم ما يزالون بحاجة إلى أن يتشبّعوا أكثر بمزيد من ثقافة التسامح والتعايش والمواطنة وحسن الظن بالمخالف وتقبل الرأي "، متوجها بالشكر للذين قال إنهم ساهموا في إنضاج مسمّى "مقاربة سياسيّة"، وأضاف" أرى من الأمانة التاريخيّة والواجب الوطني التذكير بقواعد حماية المناعة السياسية المتّفق على تقويّتها في بنْية حركة إسلاميّة وطنيّة ديمقراطيّة تحتفل بذكرى مرور ربع قرن على تأسيسها ، بعد أن تبوّأت مكانتها في صفوف الكبار في كل الاستحقاقات الوطنية منذ تشريعيات: 1997".