أكد مفوض السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي اسماعيل شرقي ،أمس، أنه من الطبيعي والبديهي أن يكون للدول المجاورة لليبيا دور أساسي لمساعدة أبناء هذا البلد في تجاوز أزمتهم بالنظر إلى عامل الجيرة وإلى التحديات الأمنية التي تفرض عليهم جراءها، كاشفا عن تدشين القاعدة القارية عن قريب في دوالا بالكاميرون. وأوضح شرقي في حديث لقناة فرانس 24 على أهمية دور دول الجوار في مساعدة الليبيين في حل أزمتهم كونهم أول من يتضرروا من اللاأمن في هذا البلد وباعتبارها أهل لمساعدة الليبيين سواء كانوا نازحين أو متضررين من الوضع المتأزم، منوها بالكميات الكبيرة من الأسلحة التي تتنقل بكل سهولة في هذا البلد وبدول الجوار وهذا ما يفرض ضغطا كبيرا على دول الجوار التي لابد أن يكون لها دور وأن يسمع صوتها. ..بعثة وزارية إلى ليبيا للمساهمة في حل الأزمة وفي سياق تحليله لهذه المقاربة قال المسؤول الإفريقي إنه "يجدر بنا التذكير بن أول اجتماع لدول جوار ليبيا بدأ بالجزائر على هامش اجتماع وزراء دول عدم الانحياز ومنذ ذلك الوقت وهذه الاجتماعات تعقد دوريا" بإحدى بلدان الجوار معلنا بالمناسبة أن المجلس يحضر حاليا لبعثة وزارية ستنتقل بحر شهر ماي الجاري إلى ليبيا من أجل المساهمة في حل الأزمة التي تضرب هذا البلد منذ سنة 2011 . تدشين "القاعدة القارية" بالكاميرون وبخصوص انجازات مجلس الأمن والسلم الإفريقي وآلياته من أجل استقرار القارة أكد شرقي "رغم كل الظروف الصعبة فنحن نسجل تقدما في بلورة البنية الأساسية للسلم والأمن في إفريقيا"، مشيرا إلى التمرين الميداني للقوة الإفريقية الجاهزة التي تضم أكثر من 5000 شخص بجنوب إفريقيا والذي قال أنه كان "ناجحا بكل المقاييس"، كاشفا عن تدشين القاعدة القارية عن قريب في دوالا بالكاميرون،مضيفا:"أحسن دليل لنجاح مجلس السلم والأمن الإفريقي في مهامه على الأرض يعكسه التدخل الأخير بهذه القوة في غامبيا بامتياز وفي ظرف قليل جدا حيث تم تمكين هذا البلد من الحفاظ على الأمن والسلم". أعطى مثالا آخر عن إنجازات المجلس الإفريقي وهو التقدم الذي حققه بالصومال في ظرف 10 سنوات رغم نقص الإمكانيات المادية والمالية، وقال:"لا مدرعات و لا طائرات مروحية وحتى رواتب القوات تم تقويضها من قبل من كانوا يدفعونها" في اشارة إلى الاتحاد الاوروبي، مستطردا:"..على الرغم من الظروف الصعبة فقد حققنا استرجاع اكثر من 80 % من كل مساحة الصومال". وحول القوة الاقليمية التي أسس لها الرئيس التشادي منذ سنتين من أجل استئصال التنظيم المتطرف "بوكو حرام" من دون المرور بالاتحاد الإفريقي و عما إذا كان يفهم من ذلك "وجود انعدام للثقة بين الدول الإفريقية ومفوضية الافريقية" رد إسماعيل شرقي بالقول: "لقد تابعنا حيثيات هذه القوة و أشرفنا على تحضيرها اثر اجتماعات متعددة في الكاميرونوتشاد وأديس ابابا ورفعنا الطلب إلى الأممالمتحدة حتى تعتمد وكنا من اليوم الاول منهمكين في تحضير هذه القوة"، وأضاف:"..كل المكون المدني ينتمي للاتحاد الإفريقي حتى ندعم هذه القوة أولا ثم نحرص على حقوق الانسان" ، مؤكدا أن "تواجدنا مع هذه القوة مهم ونحن طرف فيها كما سنكون طرفا في القوة التي ستبعث من قبل مجموعة الخمسة (موريتانا ماليتشادالنيجر و بوركينافاسو) إلى الساحل". وشدد مفوض السلم والأمن بالاتحاد الافريقي في سياق حديثه على الأهمية القصوى للتصدي الجماعي وتسخير الدول الافريقية لإمكانياتها لمواجهة الأخطار التي أصبحت كبيرة ومتعددة منها الارهاب والجريمة المنظمة والجريمة الالكترونية. كما تطرق شرقي لآلية الاتحاد الإفريقي للتعاون في مجال الشرطة "أفريبول"، معتبرا أنه "ليس في مقدور أي دولة أن تتصدى لهذه الظواهر الخطيرة لوحدها". كما اكد على قناعة الدول الافريقية بهذه الآلية الهامة التي ستكون لها انطلاقة فعلية من أجل التأسيس للعمل الجماعي الإفريقي فيما يخص الشرطة، منوها بالمناسبة أنه تم اعتماد برنامج عمل لثلاث سنوات يضم من بين أولوياته "بناء الادارة وكل ما هو استراتيجي لعمل الشرطة في القارة السمراء ثم ارساء طريقة مؤمنة للتعامل والتشاور بين مصالح الشرطة والذي سيتم احداثه بين كل الشرطة الافريقية عن طريق الأفريبول". وبالنظر"نحن فخورون بهذا الانجاز فلا نتصور منظمة في هذا الحجم تنشأ في ظرف سنتين فيكفي النظر إلى الأنتربول الذي تطلب انشاؤها ثمان سنوات كاملة"، مسترسلا: "إننا سنبذل جهد خاص للسماح لها (الافريبول) بالانطلاقة الفعلية وتعيين كل دولة لممثلها بها حتى يكون التعاون يوميا وذا مردود لأمن المواطن الافريقي".وجدد الشكر والامتنان للجزائر التي قال أنها "بذلت جهدا كبيرا في بعث مشروع آلية الاتحاد الافريقي للتعاون في مجال الشرطة (افريبول) وإخراجه إلى الوجود و تفعليه اليوم".