يُواصل سائقو القطارات التابعون لوحدة الجر لناحية غرب البلاد، إضرابهم لليوم السادس على التوالي، حيث قرروا نقل احتجاجهم إلى العاصمة من خلال النزوح جماعيا، ابتداء من نهار غد، باتجاه المديرية العامة للسكك الحديدية، تعبيرا عن تذمرهم من تجاهل هذه الأخيرة لانشغالهم الأساسي المتمثل في إنهاء مهام مدير الوحدة موضوع الغضب منذ عدة أسابيع. وقد هجر المحتجون في الأيام الأخيرة مواقع عملهم، واستبدلوها بباحة المحطة الرئيسية للسكك الحديدية الواقعة في حي البلاطو التي أصبحت المعقل الرئيسي لتجمعاتهم الاحتجاجية، في انتظار أي رد فعل من قبل الجهات المسؤولة، مُقررين تصعيد لهجة الاحتجاج ابتداء من نهار غد، من خلال نقل انتفاضتهم إلى المقر الرئيسي للشركة، مثلما حدث قبل ثلاثة أسابيع عندما لقيت احتجاجاتهم تضامنا من قبل نظرائهم من سائقي المركزية الذين شلوا بعض الرحلات التي تربط بين العاصمة وضواحيها، ما اضطر المديرية إلى اتخاذ قرار بإيفاد لجنة تحقيق مركزية إلى وهران لم يتمخض عنها أي شيء لحد الساعة. وفي سياق خطواتهم التصعيدية، تنقل أول أمس حوالي 200 سائق مضرب نحو مقر مفتشية العمل لتقديم شكاوى جماعية عن التعسفات التي كانوا عُرضة لها من قبل مدير وحدة الجرّ والتي تبرر احتجاجاتهم المتواصلة، حيث وجد مسؤولو المفتشية في بداية الأمر صعوبة كبيرة في الاستماع لانشغالات المعنيين نتيجة عددهم الهائل، الأمر الذي انتهى بالاتفاق حول تعيين خمسة مندوبين ينوبون عن الجميع، ويعرضون شكاواهم باسم كل العمال المحتجين، في انتظار أن تبادر المفتشية المعنية باتخاذ التدابير اللازمة التي ينص عليها القانون في مثل هذه الحالات. ومن جهة أخرى، عمد المضربون إلى رفع دعوى قضائية ضد مدير الوحدة الذي لا يزال طلب رحيله شعار الإضراب الجاري منذ قرابة أسبوع كامل، حيث أكد المعنيون بأنهم بصدد استعمال كل الوسائل القانونية المتاحة أمامهم لتحقيق مطلبهم الرئيسي، قبل فتح المفاوضات حول باقي المطالب المهنية والاجتماعية الأخرى.