يقضي الغالبية من العمال خلال شهر رمضان عبر كل المؤسسات يومهم داخل قاعات مكيّفة لا تصلهم أشعة الشمس ولهيبها، لكن الأمر يختلف تماما بالنسبة لأولئك العمال البسطاء الذين يعملون خارج القاعات المكيّفة من أجل لقمة العيش، وهو حال عمال أشغال الطرقات. رصدت “الخبر” الجهد الذي يبذله عمال ورشة تزفيت طريق ببلدية الغيشة بالأغواط وهم يضعون طبقات الخرسانة “الزفتية” وهي آخر وأصعب مرحلة في تعبيد الطرق، لأنها تتطلب متابعة دقيقة وجهدا كبيرا ودقة في العمل. وجدنا مجموعة من العمال يضعون الأقنعة بسبب الرائحة القوية للزفت، استوقفنا رئيس الورشة “ب.بشير” ليحدّثنا عن يومياتهم منذ بداية رمضان، فقال “نخرج من الأغواط على الساعة الرابعة صباحا وبعد قطع مسافة 140 كلم نصل إلى مكان عملنا في حدود الساعة الخامسة والنصف، ننطلق في العمل على الساعة السادسة، عملنا شاق وشاق جدا، نقضي يومنا صياما تحت درجة حرارة تصل إلى 40 درجة أحيانا، وبين بخار الزفت وحرارته التي تصل حدود 150 درجة، العمل هنا ليس سهلا، فتعبيد 1كلم يتطلب صهريجا من العرق”. وقال عامل آخر “بخار الزفت يخنقنا أحيانا برائحته الشديدة ويؤثر على عيوننا، نقضي حوالي 8 ساعات لا نر للراحة سبيلا، عرق يتصبب وعضلات مشدودة وجسم منهك من الإرهاق، لا حيلة لنا معيشة أطفالنا الذين لا نراهم إلا وقت الإفطار فرضت علينا هذا والحمد لله”. ورغم التعب يحاول هؤلاء التخفيف من العناء بالمزاح والضحك، “نشعر بالعطش الشديد والتعب، فنلجأ للتخفيف عن أنفسنا بالمزاح والضحك هذه حياتنا طيلة شهر رمضان “ يقول زميل آخر.