التهبت صفحات الجزائريين على الفايسبوك، منذ أيام، مع الدخول الاجتماعي والمدرسي واقتراب عيد الأضحى المبارك. فمع الأسعار المرتفعة للألبسة وأضحية العيد تعالت أصوات المنتقدين والساخرين من الوضع المضحك المبكي في الوقت نفسه، ونشروا الصور والكاريكاتير والتعاليق التي تشرّح الوضع. عرفت صفحات موقع التواصل الاجتماعي الشهير فايسبوك، في الجزائر، ارتفاعا قياسيا في عدد التعليقات والصور والكاريكاتير والتعاليق الساخرة من الوضع الحالي، مع اقتراب عيد الأضحى وأسابيع قليلة بعد الدخول المدرسي. الجزائريون لم يجدوا أي تفسير، وطُرحت الكثير من الأسئلة، واعتبروا عيد الأضحى فرصة لنهب جيوب المواطن البسيط دون مراعاة جانب الإنسانية والدين، ومن جانب آخر فإن مربي المواشي يصرّون على أنهم أبرياء من كل هذه التهم، خاصة أن الكثير من الدخلاء على هذه المهنة هم من تسبّبوا في ارتفاع سعر الأضاحي، إضافة إلى غلاء العلف والدواء، وهو ما جعل الموّالين يرفعون سعر مواشيهم. وبين الاتهام والاتهام المضاد اشتعلت الصفحات لرواد الفايسبوك، والذين صاروا يتبادلون تهاني “الإفلاس” فيما بينهم بسبب المصاريف التي لا تنتهي.
الأضحية والأجر الشهري لم تخلو التعاليق الساخرة للجزائريين من الحديث عن تفاوت الأسعار مع أجر العامل والموظف البسيط، وأثار ذلك غضب المواطنين، كيف لا وسعر الأضحية يتجاوز بكثير أجر المواطن. وعلّق الكثيرون بقولهم “نار الدخول المدرسي تتبعها نار الأضحية، أين الرحمة؟”. ونشر الناشطون ورواد الفايسبوك التعاليق والصور الساخرة التي تحاكي الواقع المؤلم للجزائريين، الذين يعتبرون بأن كل مناسبة تتحوّل إلى “كابوس” بسبب الطمع والجشع الذي ينتاب التجار والموّالين. وانتاب الفايسبوكيين شعور بالغيرة من عدد من البلدان التي تتحول فيها المناسبات كعيد الأضحى مثلا إلى فرحة وبهجة، لكنها تتحول في الجزائر إلى مناسبة للاقتراض والرهن، من أجل اقتناء الأضحية التي ألهبت جيوب المواطن البسيط. وفي مقابل ذلك حقق ناشطون هدفهم من خلال البحث عن مبادرات من أجل مساعدة الفقراء والمحتاجين، من خلال إطلاق مبادرات للتبرع بالأضاحي من قبل رجال الأعمال والمحسنين.