لاحظ المدرّسون، في السنوات الأخيرة عبر المؤسسات التربوية، ظهور حالات من العياء والتعب والإرهاق والخمول على المتمدرسين بمجرد مرور ساعتين أو أقل من ذلك من الدراسة في الفترة الصباحية. عند سؤال التلاميذ عن سبب ذلك يشتكون من الجوع، بل أصبح بعضهم يصاب بالإغماء والبعض الآخر يطلب الخروج من أجل أكل شيء يعيد التوازن لجسمه، بل أصبحت الساعة الأخيرة من الحادية عشرة إلى الثانية عشرة تشكّل عبئا ثقيلا على المتمدرسين، ويضطر بعضهم للتغيب، في حين يواجه الأساتذة صعوبات كبيرة في تدريسهم لعدم تفاعلهم مع الدرس ولجوء بعضهم للنوم والبعض الآخر للخمول، وفي إجابة عن سؤال يتعلق بسبب عزوفهم عن تناول فطور الصباح، أكد بعض التلاميذ أن ذلك يعود لفقدانهم للشهية، في حين أصبح الكثير يرفض تناول الخبز الذي تقدمه أغلب العائلات لوجبة فطور. وأكدت دراسة طبية تشيكية على أهمية تناول الأطفال لفطور الصباح، وقالت إن ذلك يجعلهم أكثر قدرة على التركيز في المدرسة، وبيّنت الدراسة الفرق بين الأطفال الذين واظبوا على تناول فطور الصباح وأولئك الذين لا مزاج لهم في تناولها، وخلصت إلى أن الأطفال المجتهدين والمتجاوبين مع فهم الدروس والاختبارات المدرسية هم من متناولي الفطور بشكل اعتيادي، في حين أن الذين لا يتناولون الفطور تبين أنهم غير نشطين، ويتغيبون كثيرا، إضافة إلى ظهور الخمول عليهم. وعليه، دعت الدراسة إلى ضرورة مراعاة الوجبات الخمس خلال اليوم للطفل، حيث إن حصوله على العناصر الأساسية من التغذية، عبر وجبة الفطور خاصة، تجعل نمو جسمه أفضل، وتصبح عنده قابلية للتركيز. وقالت الدراسة إن وجبة الفطور يجب أن تكون متنوعة وتحتوي على العناصر الرئيسية، مثل الزبدة والخبز والسكريات وعصير الفواكه والماء والشاي وبعض شرائح الخضر كشرائح الخيار. وترى الدراسة أن تعليم عادة الفطور للأطفال تقع على عاتق الأسرة بترغيبهم فيها، وحثّهم عليها والجلوس معهم لتناولها، والحديث معهم حول مشاريعهم اليومية وما يعانونه من مشاكل في الدراسة ومساعدتهم على حلها حتى يتشوقوا لوجبة الفطور.
