قال لي قارئ مطلع في الهاتف: إن الخلاف السعودي- القطري يعود أيضا إلى أيام الخلافة الراشدة في عهد الخليفة أبي بكر رضي الله عنه.. حيث كانت منطقة قطر هي أولى المناطق التي حدثت فيها الردة بعد وفاة الرسول.. فامتنع سكان هذه المنطقة عن دفع الجزية بعد وفاة الرسول، فسير إليهم أبو بكر جيشا بقيادة خالد بن الوليد لتأديبهم... وقال في حقهم قولته المشهورة: ّ"والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه للرسول (ص) لقاتلتهم عليه"! هذه خلفية تاريخية بين السعودية وقطر، وهناك خلفية أخرى وهي أن عائلة آل ثاني القطرية هي فرع من العائلة الدينية التي أنجبت العلامة محمد بن عبد الوهاب صاحب النظرية الدينية الوهابية التي استخدمتها العائلة السعودية كخلفية دينية لبسط نفوذها على الحجاز.. مقابل تقاسم الحكم مع عائلة المصلح الديني عبد الوهاب.. ولكن لما استتب أمر الحكم للعائلة السعودية قامت بحشر العائلة الدينية، التي ساعدتها في استتباب الحكم، في زاوية الدين فقط دون التطلع إلى أخذ نصيبها من الحكم. وقد بدأت هذه العائلة الآن تتململ ضد عائلة آل سعود... وخاصة بعد أن أصبحت تطالب بحقها في الحكم وتنال الدعم من فرعها العائلي في قطر.! خلفية هذه المسألة لها علاقة باصطفاف عائلة آل سعود مع الغرب ضد الوهابية في انتشارها في العالم وربطها بالإرهاب.. وتحميلها مسؤولية ما وقع من جهاد في بلاد الأفغان وفي أحداث سبتمبر وتفريخ الوهابية للقاعدة والحركات التي ظهرت في سوريا. لهذا لا تستغرب عندما نسمع قطر والسعودية رغم خلافهما الحاد يؤكدون على حل هذا الخلاف داخل ما يسمونه بالبيت العائلي الخليجي.! وهو بالفعل بيت عائلي بين عائلتين تحكمان بلاد الحجاز وحواشيها بمذهب ديني وبسلالة عائلية. الرأي العام في الحجاز والخليج وما جاورهما من الأحواز السياسية والدينية يتعجبون كيف لم يرث حكام هذه المناطق مناقب وحكمة أبا بكر الصديق رضي الله عنه وحكمة وعدل عمر بن الخطاب أو حتى دهاء عمرو بن العاص أو مهاوية بن أبي سفيان أو ورع أبا ذر الغفاري.! وياليت هؤلاء ورثوا إيجابيات أبي لهب وأبي جهل في الشهامة والمروءة وفض الانصياع حتى لرسول الله (ص) من منظور منطق العزة بالإثم.