شرعت التشكيلة السطايفية عشية أمس في حدود الخامسة بملعب المدرسة الوطنية للألعاب الأولمبية في مرحلة الحسم تحسبا لمواجهة الإياب المرتقبة في منافسة كأس رابطة أبطال إفريقيا هذا الجمعة أمام الرجاء البيضاوي المغربي، حيث خاضت أول حصة تدريبية بعد عودتها من العاصمة ، وعرفت الحصة حماسا شديدا وسط اللاعبين، خاصة وأنهم يعرفون جيّدا المهمة التي تنتظرهم أمام منافس قوي يُعوّل كثيرا على تحقيق التأهل هنا بسطيف. لكن أشبال المدرب «مضوي» لا يريدون أن يفوّتوا فرصة خوض المباراة فوق أرضية ملعب النار والانتصار وأمام جمهورهم لاقتطاع تأشيرة التأهل إلى دوري المجموعات، وفي السياق نفسه ظهر المدرب مضوي أكثر صراحة مما كان عليه من قبل، فرغم أنها الحصة التدريبية الأولى إلا أنه فضّل أن يركز عمله على مستوى كل الخطوط الثلاثة. تعادل الذهاب سيُحفّزهم أكثر على تحقيق التأهل رغم مرارة التعادل الذي سجّله الوفاق السطايفي في مواجهة الذهاب، بالنظر إلى المعطيات التي شهدتها المباراة ، ما جعل رفقاء الحارس خضايرية يسيطرون على أطوار المباراة، إلا أن التشكيلة السطايفية لم تستغل هذا الوضع، كما ينبغي واكتفت بتسجيل هدفين وفي كل مرة يتلقى الوفاق هدف التعادل، وهو ما جعل البعض يطلق العديد من التأويلات.. لكن بلغة المنطق، فإن التشكيلة السطايفية تبقى في أحسن رواق لاقتطاع تأشيرة التأهل إلى دور المجموعات بما أنها سجلت هدفين ثمينين سيكون وزنهما من ذهب في لقاء العودة وسيحفز اللاعبين أكثر على بذل كل ما بوسعهم لأجل المرور إلى الدور المقبل. مضوي لن يُكرّر أخطاء الذهاب الانتقادات اللاذعة التي وجهها العديد من المتتبعين إلى المدرب مضوي بخصوص الخطة التي انتهجتها التشكيلة السطايفية في لقاء الذهاب من هذه المنافسة الإفريقية، لا سيما في الشوط الثاني، حيث كان مردود اللاعبين محتشما واكتفوا بإنهاء اللقاء بنتيجة التعادل الايجابي هدفين في كل شبكة، ستدفع المسؤول الأول عن العارضة الفنية السطايفية إلى تغيير العديد من الأمور الخاصة بالتشكيلة والطريقة التي سيدخل بها المباراة، وسيحاول قدر المستطاع أن يتفادى الأخطاء المتكرّرة على مستوى الخطوط الثلاثة وسيعمل على إعداد الخطة اللازمة حسب دراسته للمنافس من خلال لقاء الذهاب. مشاركة ڤاسمي وملولي في صالح الوفاق يتذكر الجميع لقاء الذهاب حين حرمت التشكيلة السطايفية من مشاركة المهاجم ڤاسمي وكذا زميله زياية والمدافع المحوري عروسي واللاعب داغولو، ما دفع الطاقم الفني إلى إحداث العديد من التغييرات على التشكيلة السطايفية، ورغم أن الاحتياطيين أدوا مباراة جيدة، إلا أن خبرة الأساسيين كانت واضحة، لكن يبدو أن المعطيات اختلفت في الوقت الحالي خاصة أن ڤاسمي سيسجل حضوره في لقاء العودة وسيعطي الإضافة للهجوم السطايفي، كما يفعلها في كل مرة، والاسم الثاني الذي سيكون حاضرا أيضا هو المدافع الأيسر بوكرية الذي غاب عن اللقاء الماضي أمام اتحاد الحراش، وبالتالي سيدخل النسر السطايفي مواجهة الرجاء البيضاوي بتعداد مغاير لمباراة الذهاب. ملولي سيعود إلى جانب دمو، ومسؤوليته ستكون كبيرة اضطر مدرب الوفاق مضوي إلى الاستغناء عن بعض العناصر في اللقاء الأخير أمام اتحاد الحراش، على غرار الغابوني زي أوندو والمدافع المحوري ملولي فريد. واعتمد بالمقابل على البدائل التي لم تكن في المستوى المنتظر منها ، لكن تحسبا للقاء القادم فإن التشكيلة السطايفية ستسترجع خدمات صخرة الدفاع ملولي الذي سيعود إلى اللعب إلى جانب المدافع دمو، حيث أن هذا الثنائي يسجل تناسقا كبيرا فوق الميدان نظرا للعب اللاعبين سويا منذ مدة طويلة. وعليه فإن ملولي ستكون على عاتقه مسؤولية كبيرة أمام الرجاء البيضاوي هذا الجمعة، حيث سيعمل على تفادي ارتكاب أي خطأ يمكن أن يكلف الوفاق غاليا، لأن سياسة النسر السطايفي أمام الرجاء البيضاوي ستتمحور على عدم تلقي أي هدف من أجل ضمان التأهل إلى دوري المجموعات من منافسة رابطة أبطال إفريقيا. ملولي: «من الضروري تفادي تلقي الأهداف» في هذا السياق صرح ملولي قائلا: سنعود إلى التدريبات استعدادا للقاء القادم الذي ينتظرنا أمام الرجاء البيضاوي المغربي هذا الجمعة. نعلم جيّدا أنه تنتظرنا مهمة كبيرة والمسؤولية ستكون على الخط الخلفي بشكل خاص لأنه من الضروري تفادي تلقي الأهداف لأجل ضمان التأهل وحتى يبقى الهدفان اللذان سجلناهما أمام الرجاء البيضاوي في لقاء الذهاب لهما أهمية كبيرة». «تعادلنا في الذهاب يجعلنا يقظين أكثر» أضاف ملولي في نفس السياق قائلا: «صحيح أننا تمكنا من تحقيق نتيجة إيجابية أمام الرجاء البيضاوي في الدار البيضاء بسهولة، لكن حسب كل المعطيات أرى أن نتيجة التعادل ستخدمنا أكثر، لأنه لو فزنا هناك بهدف مقابل صفر وهي نتيجة «مفخخة»، فسنلعب متساهلين بالضرورة في العودة، الأمر الذي يمكن أن يكلفنا تلقي أكثر من هدف وهذا لن يكون في صالحنا، لكن التعادل سيجعلنا دائما يقظين ويفرض علينا لعب ورقة الهجوم لإضافة المزيد من الأهداف وتعميق الفارق».
