نشرت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية، روبورتاجا حول الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في إفريقيا، أرفقته بصور معاناة الشعب الصحراوي بعد قرابة40 سنة في المنفى، بعد احتلال المغرب لأرضه منذ 1975. وكشفت الصحيفة أن النظام المغربي قام بنشر نحو 300 ألف معمر في الأراضي الصحراوية المحتلة، وراء الجدار المحاط بحوالي تسعة ملايين لغم أرضي. الصحيفة الأمريكية لم تأت بجديد، لكنها بالنسبة للرأي العام الأمريكي الذي قد يكون تأثر بالمزاعم المغربية، ومحاولات إخفاء وحشية الاحتلال وممارسات التعذيب التي يتعرض لها الصحراويون، فإنها أكدت زيف الإدعاءات المغربية وأبرزت معاناة شعب يكافح من أجل الحرية وتقرير المصير. فهل بإمكان النظام المغربي أن يتحامل على الولاياتالمتحدة ويعتبرها خصما وعدوا، لأن وسائل إعلامها تحدثت عن معاناة الشعب الصحراوي؟ المؤكد أن النظام المغربي لن يقدم ولن يجرؤ على القيام بذلك. ويدرك أن أي رد فعل ضد هذه الصحيفة أو إشارة من بعيد للبيت الأبيض، سيدفع بهذا الأخير إلى الضغط للإسراع بالتسوية السلمية في الصحراء الغربية. إن المخزن وأبواقه وبيادقه السياسية والإعلامية لا يحمل العداء إلا للجارة الجزائر التي لا تزال ثابتة ومتمسكة بموقفها الثابت من قضية الصحراء الغربية، وهو الموقف الذي يتطابق مع موقف المجتمع الدولي والأمم المتحدة التي تكرس لوائحها وقراراتها حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. والجزائر التي رفضت وترفض المساومات بالمبادئ، خاصة عندما يتعلق الأمر بحق الشعوب في الاستقلال وفي تقرير مصيرها بنفسها، لا تجاري النظام المغربي في استفزازاته. ودبلوماسيتها تأبى النزول إلى مستوى الحظيظ الذي يتحرك فيه مسؤولو المخزن وبيادقه، لمحاولة إخفاء المفضوح من ممارساته الوحشية ضد المدنيين الصحراويين في الأراضي المحتلة، وانتهاكاته لأبسط حقوق الإنسان في الشارع وفي السجون التي يقبع بها الناشطون والحقوقيون الصحراويون. فلا تنتظروا من المخزن أن يتحرك ضد أمريكا لأن صحفها تكشف المستور من ممارساته ضد الصحراويين وتساند القضية الصحراوية.