التدخل الروسي إلى جانب الجيش السوري في الحرب على الإرهاب قطع الطريق على الغرب وعلى رأسه الولاياتالمتحدةالأمريكية في المتاجرة بالتنظيمات المسلّّحة لإضعاف هذا البلد، وتفكيك ذاك وإخضاع الآخر ليسير في فلكها ويخدم مصالحها الاقتصادية والعسكرية. فالإرهاب في الشرق الأوسط وبالتحديد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، قال الاستراتيجيون الأمريكيون ومن مشى على خطاهم من بعض القادة الأوربيين أن مكافحته تحتاج من الوقت ما يزيد عن عقد من الزمن في أحسن الحالات، وهي فترة يشهد فيها العالم من التغيرات ما قد يفني دولا ويظهر أخرى إلى الوجود. والتغير الذي أحدثه الطيران الروسي في ضرب معاقل التنظيمات الإرهابية والمعارضة المسلحة أربك حسابات المستثمرين في هذه التنظيمات من الدول الغربية وغيرها من دول الجوار (خاصة) المراهنة على الإطاحة بنظام الرئيس الأسد. وقد بادرت هذه الدول على لسان رؤسائها واستراتيجييها الأمنيين والعسكريين بتوجيه النقد إلى الضربات التي يقوم بها الطيران الروسي وتركيزه على الأهداف بدقة لم يتسن للتحالف الذي تقوده أمريكا أن تعتمده منذ أعلنت الحرب على ”داعش”. كما تعالت أصوات أطراف التحالف المتدخل عسكريا والمساند له ماليا وإعلاميا تباكيا على الأبرياء من المدنيين الذين يزعمون أن الضربات الجوية الروسية تطالهم، متناسين أنهم هم من أشعل هذه الفتنة في سوريا وغير سوريا وعملوا بذكاء كبير على إطالة عمرها وتعميم جحيمها ليطال النساء والأطفال والشيوخ الذين لا علاقة لهم بالحرب لا من بعيد ولا من قريب فوجدوا أنفسهم حطبا لنارها. والأيام القادمة تخبئ الكثير من ردود الفعل من أعداء النظام السوري، إذا استمرت ضربات الطيران الروسي تصيب أهدافها بالكثافة والدقة التي هي عليها، أقلها العمل على حمل روسيا على عدم استهداف المعارضة المسلحة خاصة تلك التي راهن عليها الغرب ودربها العسكريون الأمريكيون لكسب مساحات جغرافية يمكن التفاوض من خلالها على مكاسب سياسية تحفظ لهم ماء الوجه.