نزلت حرفيات الساورة ضيفات شرف على العاصمة لتعريف الجمهور بما يمكن لنساء الصحراء تقديمه، بمناسبة تنظيم معرض للصناعات التقليدية، احتفالا بعيد المرأة المصادف للثامن مارس من كل سنة، حيث حاولت المشاركات في المعرض إبراز مهارتهن في حفظ التراث والترويج للصناعة التقليدية وإثبات الوجود في الميدان كمنتجات مستقلات. فكرة المعرض انطلقت من مبدأ مفاده أن بعض النساء في عيد المرأة لا يأخذن حقهن من التشريف، رغم أهمية ما يقمن به لإثبات الذات وحفظ التراث والترويج للسياحة المحلية، غير أن الفيدرالية الوطنية للحرفيين وخروجا عن المألوف، ارتأت خلال هذه السنة أن تكرم نساء الصحراء من خلال إبراز ما يمكنهن القيام به حتى وإن كان يبدو للبعض بسيطا. "المساء" اقتربت منهن وحول مشاركتهن في المعرض وانطباعاتهن، عدنا لكم بهذه المساهمات: البداية كانت مع فهيمة خليل، تقول "كان لي حظ زيارة العاصمة لأول مرة بهدف المشاركة في المعرض المنظم في إطار الاحتفال بعيد المرأة"، مضيفة "أن دورها في المعرض هو التعريف بالزي التقليدي للمرأة والممثل في "القندورة" المطرزة بالطريقة التقليدية وتحديدا بالصوف وخيوط الحرير، مع الاعتماد على المنسج القديم"، مشيرة إلى أن المرأة لا تزال تولي اهتماما كبيرا للباس التقليدي الذي يعتبر شرطا لازما للعروس إلى جانب الملحفة. وبمناسبة عيد المرأة، ترى فهيمة بأن المرأة الصحراوية في أمس الحاجة إلى الدعم والمساعدة، ومع هذا فهي دائما حاضرة بحرفتها، بدليل أن النساء حريصات على توريث كل ما يعرفنه إلى بناتهن، وهو مكسب مهم حتى لا يندثر التراث. من جهتها الشابة حاجة، تقول بأنها تتوجه لأول مرة في حياتها إلى العاصمة، وهي جد فخورة بذلك خاصة أن المناسبة هي عيد المرأة، مشيرة إلى أنها تحاول من خلال المعرض تعريف الزوار بمختلف التقاليد التي تتميز بها الصاورة والممثلة في بعض الصناعات التقليدية، كالنسيج الذي بدا واضحا في المناديل التي تغطى بها مختلف الأطباق التقليدية والحزامات وبعض الحلي المصنوعة من شباك البحر، كما حرصت الحرفية أيضا على استظهار بعض الأعشاب التقليدية التي كانت الجدات يستخدمنها للتجميل بها وأخرى تستخدم في علاج بعض الأمراض كآلام المعدة. وحول أهم ما تتميز به ولاية بشار في مجال الصناعات التقليدية، جاء على لسان المتحدثة "إنه يتمثل في القندورة الرجالية والنسائية والبرنوس والحواق وسروال البلبول، وحول عيد المرأة تؤكد الحرفية أن المرأة البشارية حاضرة بصناعتها التقليدية وتتمنى بالمناسبة مزيدا من الدعم . المرأة البشارية بحاجة إلى دعم واهتمام في حين قالت السيدة العاليا أمحمدي رئيسة الجمعية الولائية النسوية لخدمة المرأة البشارية والتعريف بما تزخر به الولاية من صناعات تقليدية، حيث قالت "بأن ولاية بشار كغيرها من الولايات تملك عادات وتقاليد تميزها والممثلة أساسا في اللباس التقليدي الموجه للأطفال والنعال المصنوعة باليد وأزياء نسائية مختلفة وكذا الجلابة والطبق والفراشيات والحواق "أي الشاش" وحتى الأدوية المصنوعة من الأعشاب والمجربة، مشيرة إلى "أن ولاية بشار تشتهر تحديدا بالزرابي أو الدرابيل، كما يحلو للبعض تسميتها". ولأن المناسبة هي عيد المرأة، أكدت المتحدة أن الأنثى البشارية الحرفية لأول مرة تزور العاصمة وتحتك بالعاصمين لتعريفهم بما يمكنها القيام به في سبيل الحفاظ على الصناعة التقليدية وتطويرها.أما الحرفية نوال ورغم صغر سنها حاولت من جهتها أن تكشف عن بعض الخلطات الطبيعية المعدة من أعشاب توارثها سكان بشار أبا عن جد، منها خلطات موجهة لجمال الشعر وتمر حميرة الذي يستخرج منه رب التمر وبعض الخلطات الموجهة لوقف آلام المعدة والبخور المصنوع من نبات "الجينسينغ" والحنة الورقية ومستخلص رب التمر . لم تفوت الحرفية نوال الفرصة للحديث عن الأطباق التقليدية التي تشتهر بها المنطقة والممثلة تقول في "المخلع" الذي هو عبارة عن خبز بالشحم وبعض الخضروات وخبز الملة الذي يطبخ في الرمل، مشيرة إلى أنها "تزور العاصمة لأول مرة، وبمناسبة عيد المرأة تتمنى مزيدا من الاهتمام بالحرفية البشارية التي تحتاج دائما إلى التفاتة ولو صغيرة. أما الحرفية فاطمة من منطقة شرويين، وهي منطقة في ولاية بشار، فقد عبرت بحياء شديد عن فرحتها الكبيرة بزيارة العاصمة بمناسبة عيد المرأة، وقالت "بأن دورها يتمثل في تعريف الجمهور ببعض الصناعات النسيجية ممثلة في "السرابيت والزرابي التقليدية والبنايق" وهي" قبعات الرأس" وشمل البعير وهي عباءة نسائية ولباس سوداني، مشيرة إلى أنها جد فخورة للمشاركة في المعرض بمناسبة عيد المرأة وتدعو إلى الاهتمام أكثر بالمرأة الحرفية الصحراوية.