تحولت غابة "الشويشة" التابعة لبلدية لقّاطة ببومرداس، إلى فضاء محبّب تقصده العديد من العائلات خلال الفترات المسائية، باحثة عن الاستجمام والتمتع بخضرة الطبيعة، بعد أن تحولت إلى مقصد للعائلات القادمة من عدة ولايات، من بينها ولايتي الجزائر وتيزي وزو. كشفت الجولة الميدانية التي قادت "المساء" إلى غابة "الشويشة" التابعة إقليميا لبلدية لقّاطة، دائرة برج منايل، عن الأجواء العائلية التي باتت تجذب كل المارين على مستوى الطريق الرابط بين بلدية زموري، باتجاه مدينة رأس جنات، شرق بومرداس، فجلسات العائلات التي شكلت حلقات وسط الأشجار الخضراء تتوسطها طاولات لمختلف الوجبات التي باتت تستهوي الكثير من العائلات، أمام وجود الهدوء والأمن بالمنطقة، وكذا توفر المساحة الغابية الصغيرة على شجيرات الصنوبر الحلبي ذو الأشجار العالية التي تسمع لكل المتوافدين إليها بالتمتع بظلالها الوافرة. منطقة غابية يعمها الهدوء غابة "الشويشة" التي كانت في وقت مضى، بؤرة سوداء بسبب تردي الوضع الأمني بالمنطقة قبل عشر سنوات على الأقل، هاهي اليوم تتحول إلى فضاء محبب للعائلات الباحثة عن المتعة، وسط جو مملوء بالأمن والأمان، فالدخول إلى غابة "الشويشة" ليس بالأمر الصعب، كونها تتواجد على الطريق العمومي، حتى أن ركن المركبات لا يكلف الانتقال إلى مسافات بعيدة. يفضل عدد كبير من العائلات الاستمتاع بخضرة الطبيعة وسط أشجار غابية عالية، عوض التوجه إلى شواطئ البحر، حيث احتلت معظمها أماكن مختلفة من المساحة الغابية، ورغم مساحتها الصغيرة، إلا أن الجميع كان مستمتعا بأجواء عائلية تغلب عليها "الحرمة"، حتى مع وجود بعض الشباب الذين يفضلون الانزواء لوحدهم، مستمتعين بوحدتهم الخاصة، في جو يسوده الاحترام. وجبات عشاء تجمع العائلات القاسم المشترك بين العائلات التي تتواجد بالمنطقة، هي "اللّمات" العائلية التي تتوسطها أطباق متنوعة من الأغذية التي باتت تحضرها العائلات معها من البيت، لكي تصنع بها أجواء ممتعة، حتى أن الكثير من أفراد العائلة الواحدة اجتمعوا على طاولة واحدة للاستمتاع بنكهة "اللّمة" العائلية وسط منظر طبيعي فريد من نوعه. محمد أحد المغتربين بفرنسا، وجدناه رفقة عائلته على مستوى غابة "الشويشة"، حيث يقول محدثنا؛ المساحة الغابية "الشويشة"، حتى أنني كنت أجهل اسمها، اكتشفتها عن طريق بعض الأصدقاء الذين دلوني عليها، فحقيقة، هي منطقة طبيعة مميزة، وتعتبر فضاء للعائلات الباحثة عن الجلسات العائلية والهدوء. ويضيف قائلا؛ "كلما كان البحر هائجا نأتي رفقة أفراد العائلة للجلوس في الغابة في جو هادئ، مستمتعين بتناول وجبات نصنعها في المنزل، مع ارتشاف الشاي في أجواء أقل ما يقال عنها رائعة، لاسيما أن "الحرمة" موجودة، والجميع يستمتع في المكان التي يختاره في الغابة". ويضيف محسن، أحد الشباب الذين وجدناه في الغابة رفقة أصحابه، بأن غابة "الشويشة" هي ملاذهم الأخير في حال وجدوا البحر هائجا، وكثيرا ما يأتون لتنظيم جلسات الشواء فيما بينهم، مشيرا في معرض حديثه إلى أن "المنطقة تعتبر آمنة جدا، وبإمكان العائلات الجلوس في هدوء ودون خوف من الاعتداءات". نظافة المحيط واجبة المساحة الغابية في مخرجها المؤدي إلى الطريق العمومي، تشهد تدهورا بسبب الرمي العشوائي للنفايات، فأغلبية العائلات باتت ترمي النفايات عند خروجها من غابة "الشويشة"، متسببة بذلك في تدهور المحيط والقضاء على الغطاء النباتي، حيث تبقى تلك النفايات المتكونة من المواد البلاستيكية، الأكياس وبقايا الأكل، تتحلل في الطبيعة، أمام غياب جهات وصية يمكنها أن ترفع النفايات التي تلقي بها العائلات، حيث أكد لطفي وهو شاب متوافد على الغابة رفقة أصدقائه، أن مشكل الرمي العشوائي للنفايات من قبل العائلات التي تأتي إلى الغابة، بات يشكل خطرا كبيرا يهدد الغطاء الغابي، قائلا في معرض حديثه؛ ".. شخصيا أقوم بجمع النفايات في كيس وآخذها معي إلى البيت لرميها في حاوية جمع النفايات، على عكس الكثير من المتوافدين الذين يلقون بنفاياتهم في المساحة الغابية، بعد أن استمتعوا لوقت طويل وسط محيط أخضر، يمكن أن يزول بفعل الإهمال".