يناشد سكان بلدية وادي الماء السلطات الولائية بباتنة، برمجة مشاريع استعجاليه من شأنها أن ترفع عنهم أزمة العطش الحادة التي ظلت تلازمهم منذ سنوات، نتيجة قلة مصادر الماء الشروب واستمرار التذبذب في التوزيع، مما جعل هؤلاء يواجهون مسؤولي بلديتهم باحتجاجات عارمة باستمرار، ملوا تكرارها أمام الوعود المتكررة للتكفل بانشغالاتهم من طرف الجهات الوصية. في هذا الصدد، أكد رئيس البلدية السيد حسين سلطان، أن المنطقة ظلت منذ الاستقلال تتزود من البئر الكائنة بزانة البيضاء على مسافة 30 كيلومترا، مما يكلف خزينة البلدية سنويا فاتورة قدرها 520 مليون سنتيما، حيث أصبح المركز يعاني في السنوات الأخيرة نقصا فادحا في هذا المجال، مما دفع بالبلدية إلى إنجاز بئر ارتوازية على عمق 300 م بمنسوب يصل إلى 14 ل/ ثا، إلا أن سكانه لم يحالفهم الحظ طويلا وعاد المشكل ليتجدد مرة أخرى بسبب انخفاض مستوى المياه بالبئر مؤخرا إلى 08 ل/ ثا. وفي انتظار تنزيل المضخة وتسجيل مشروع لإعادة تهيئة وتأهيل عين بلحجري بالشلعلع وتجميع مياه هذا المنبع الطبيعي من جديد لغرض تدعيم تموين مركز المدينة أكثر، انطلاقا من الخزانين المتواجدين هناك، تبقى هذه الوضعية تجبر سكانه ال 1300 هناك على التمون مرتين في الأسبوع فقط في عز هذا الصيف، والوضعية مرشحة للتفاقم أكثر بهذا الحي. وأضاف السيد حسين سلطان أن حي أولاد منعة هو الآخر يكابد العطش، حيث نجد سكانه يتمونون توفره مرة كل 3 أيام فقط، لأن البئر المتواجدة بها منسوب مياهها لا يتعدى 6 ل/ثا، إذ ليس باستطاعتها حاليا تلبية حاجة زهاء 2500 ساكن بهذا الحي الذي كان يتم تزويده من بئر مركز البلدية قبل تحويل حصة المركز منذ أكثر من سنة إلى حي بن علي، نتيجة شح المنبع الطبيعي- عين الشلعلع - التي كانت تمونه بطاقة يومية لا تتعدى 8 ل/ ثا فقط، جراء الفيضانات التي أتت على القناة الرئيسية والتي خلفتها الأمطار الأخيرة، مما يتطلب تسجيل مشروع جديد لإنجاز بئر ارتوازية. ولتدارك هذه الوضعية المزرية، سارع المجلس البلدي إلى إعداد بطاقة فنية لتجديد القنوات بمبلغ 600 مليون سنتيم، إلا أن ميزانية البلدية لم تسمح له بذلك، مما جعل هذه الحلول الترقيعية في سبيل إسكات غضب المواطنين كلما تفاقمت الوضعية وبخاصة مع اشتداد أزمة الماء عبر أحياء بن علي، أولاد منعة ومركز البلدية، مجرد جرعات مؤقتة لا تزيد إلا من حدة المشاكل، لاسيما مع التذبذب الحاصل. وإذا كان الفرج سيأتي على ما يقارب من 1680 من سكان حي بن علي قريبا، من خلال تجهيز البئر الارتوازية التي يصل منسوب الماء بها إلى 13 ل/ثا، خصوصا بعد التدخل الشخصي لوالي الولاية الذي أمر بمنح شركة "SERUB" مهمة الإشراف على الأمر. تبقى قرية بن كيال تواجه مشكلا عويصا في تمونها من البئر الكائنة ببلدية زانة البيضاء على مسافة 30 كلم، نظرا لقدم القنوات التي صارت تتسبب في كثرة الأعطاب وتزداد معها درجة الغليان والاحتجاجات باستمرار، مما جعل مسؤولي البلدية يرافعون لصالح مطلب تسجيل بئر ارتوازية بهذه القرية للحد من شدة اشتعال أعصاب قاطنيها ال 1850، أو مشروع مد قنوات لتزويدها من بئر حي بن علي الجديدة على مسافة 3 كلم فقط. في حين تساهم شركة "تسيير المياه" في تغطية حيي الحاسي وخناق الزيتون عن طريق بئر الحنافيق بطاقة تصل إلى 12 ل/ ثا، حيث تتدخل البلدية لإصلاحه كلما تطلب الأمر، كما تبقى الحاجة ملحة لتسجيل مشروع استعجالي لمد قناة وتزويد أكثر من 2800 ساكن بأحياء بلزمة، زلالقة وبن عبد لعزيز وبخاصة مع توفرها على مرافق مدرسية وصحية، ويتم تزويدها كباقي المرافق الأخرى عن طريق شاحنة الصهريج الوحيد التابع للبلدية، هذه الأخيرة تجد صعوبات كبيرة في ذلك الأمر نتيجة النقص في العمال والسائقين، "فمتى يحين الفرج"؟ يردد سكان هذه البلدية المحرومة.