أعلنت وزارة الداخلية والجماعات المحلية عن تعميم عملية استخراج بطاقات التعريف الوطنية البيومترية لحاملي البطاقات العادية وجوازات السفر من 48 صفحة، على كل ولايات الوطن ابتداء من الفاتح أكتوبر القادم، بعد أن شُرع فيها منذ 4 سبتمبر الجاري كمرحلة نموذجية بولاية الجزائر العاصمة. وحسب بيان للوزارة فإن الأمر يتعلق، "كمرحلة أولى"، بالأشخاص الحائزين على جواز سفر بيومتري، والذين يمكنهم طلب بطاقة التعريف الوطنية البيومترية بدون التنقل إلى مصلحة الجوازات، وذلك بفضل فتح خدمة إلكترونية جديدة عبر موقع الوزارة منذ 8 سبتمبر الجاري. وتتضمن هذه الخدمة كافة التوجيهات والإجراءات الخاصة بطلب بطاقة التعريف الوطنية البيومترية عبر الأنترنت. ويتم إبلاغ المستفيدين بتاريخ ومكان الحصول على البطاقة عبر رسالة نصية قصيرة في هاتفهم النقال. وتم اختيار هذه الطريقة السريعة والفعالة في استخراج البطاقة الوطنية البيومترية، نظرا لكون المعطيات التي ستطبع فيها هي نفسها الموجودة في جواز السفر، وما على المعنيّ إلا تقديم عنوان مقر سكناه الحالي ورقم هاتفه النقال، للحصول، فور صدور بطاقته الوطنية البيومترية، على تاريخ ومكان سحب وثيقته. ولم يوضح بيان الوزارة ما هو المقابل المالي للبطاقة، مع العلم أن وزير الداخلية كان قد أعلن سابقا، أنه بالنظر إلى الخدمات العديدة والتطبيقات التي تضمها البطاقة، فإنه لا يمكن أن تكون بدون مقابل، بدون الإفصاح عن القيمة المالية لها. كما يمكن للأشخاص الحاملين لبطاقة التعريف الوطنية العادية التي انتهت مدة صلاحيتها أو تلك التي ستنتهي صلاحيتها في 31 ديسمبر 2016، الحصول على بطاقة بيومترية جديدة بتحضير ملف خاص. وتأتي هذه الإجراءات التسهيلية الجديدة في إطار سعي وزارة الداخلية والجماعات المحلية إلى التخفيف من الإجراءات البيروقراطية ورقمنة الخدمات التي تقدمها للمواطن، سعيا نحو الوصول إلى منح رقم وطني بكل جزائري، يضم كل المعلومات التي تخصه، ويمكّنه من استخراج كل الوثائق بدون الحاجة إلى إعداد ملفات. وكان وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي قد صرح في جانفي الفارط، بأن 33 مليون بطاقة وطنية كلاسيكية "سيتم استبدالها تدريجيا ببطاقات وطنية بيومترية في أجل لا يتعدى خمس سنوات"، وأن حوالي مليون بطاقة وطنية بيومترية سيتم إنجازها هذه السنة في مرحلة أولى، وسيتم توسيع العملية على كل الفئات عبر التراب الوطني. الذين ترشحوا لاجتياز شهادة البكالوريا هذه السنة أو من تحصّلوا على البطاقات الوطنية البيومترية، كانت عملت وزارتا الداخلية والتربية على تسهيل لهم استصدار هذه البطاقة. وسُلّمت أولى بطاقات التعريف الوطنية البيومترية الإلكترونية نهاية جانفي من السنة الجارية بالجزائر العاصمة، لمجموعة من الصحافيين والأئمة والفنانين والمترشحين لامتحان البكالوريا. وتم حينها التأكيد على أن بطاقة التعريف الوطنية الإلكترونية، تُعد "مفتاح الإدارة الإلكترونية". وتم رفع وتيرة إصدار البطاقات الجديدة إلى حوالي 40 ألف بطاقة إلكترونية يوميا بدل 20 ألفا التي كانت مبرمجة في السابق، بعد أن تم الرفع من قدرة إنتاج المركزين الوطنيين لإنتاج السندات والوثائق المؤمّنة، مع الاستمرار في رفع هذه الوتيرة تدريجيا مع الوقت، من خلال استخدام فرق عمل بالتناوب في مركزي الجزائر العاصمة والأغواط، حسب المسؤولين. للتذكير، فعلى غرار جواز السفر البيومتري ستكون مدة صلاحية بطاقة التعريف البيومترية خمس سنوات للمواطنين البالغة أعمارهم أقل من 19 سنة، و10سنوات بالنسبة للمواطنين البالغين 19 سنة فما فوق. وتتيح للمواطن الاستغناء عن الوثائق الورقية، كما تسمح له باستعمالها في التسجيل في الجامعات والمدارس والضمان الاجتماعي، وتخفّف الضغط عن مصالح الحالة المدنية بتعويضها للدفتر العائلي". كما تسمح البطاقة بتأمين المعلومات الشخصية للمواطن وتفادي التزوير في الوثائق، وتعويض جواز السفر بموجب اتفاقية توقَّع بين الجزائر والدولة المستقبلة للجزائريين على أراضيها.
