حققت خدمة العلاج المنزلي التي دخلت قبل مدة حيز الخدمة بثلاث مستشفيات على تراب الولاية رقما يعادل 444 مريضا، يستفيدون منها مقابل أكثر من 14 ألف نشاط يتعلق بالتمريض، حسبما أكدته مديرية الصحة لولاية قسنطينة. تعمل المديرية الوصية على توسيع العملية، على مختلف مستشفيات الولاية، رغم أن الأرقام ليست كبيرة بالنظر إلى حاجة الكثيرين للتداوي بمنازلهم بسبب مشقة التنقل، فيما ذكرت مصادرنا أنه خلال السداسي الأول من العام الجاري، حققت خدمة التداوي والعلاج المنزلي في ولاية قسنطينة رقما يعادل 586 خرجة ميدانية، استفاد من خلالها 444 مريضا من هذه الخدمة عبر التداوي بالمنازل والتي حققت 1475 نشاطا تمريضيا، حيث أبدى العديد من المرضى استجابة واسعة مع خدمة العلاج المنزلي، الذي يوفر لهم تنقل الطاقم الطبي إلى غاية المنزل والاستفادة من العلاج دون الحاجة إلى التنقل نحو المستشفيات. وفي هذا الصدد، كانت التجربة في عاصمة الشرق بمستشفى الخروب في البداية عام 2014، قبل أن تتوسع التجربة لتشمل مستشفى "ابن باديس" الجامعي، ونظيره "أحمد عروة" بزيغود يوسف، حيث ورغم رغبة الكثيرين في الحصول على هذه الخدمة، إلا أن الأرقام المقدمة ليست مشجعة بالنظر إلى عدد السكان، خاصة بالقرى والمداشر البعيدة، الذين يصعب عليهم التنقل إلى المستشفيات، لاسيما بالنسبة للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة تمنع عليهم ركوب وسائل النقل. تعتزم مديرية الصحة بقسنطينة تعميم تجربة العلاج المنزلي في جميع مستشفيات الولاية، بغرض التوسع ومنح سكان جميع البلديات فرصة الاستفادة من التداوي بعيدا عن المؤسسات الاستشفائية، عبر تكوين فرق طبية خاصة بهذه المهمة، غير أن المسعى لازال ينقصه التأكد من فعالية هذه الفرق الغائبة ميدانيا. وأشارت مصادرنا إلى أن السكان بمختلف بلديات قسنطينة يجهلون تقريبا وجود هذا النوع من الخدمةّ، مما يجعلهم يتجشمون عناء النقل حتى بالنسبة للمصابين بأمراض مزمنة كالسرطان وغيرها، إلا أنه وفي المقابل أكدت مصادر أخرى أن بعض الأطباء يتقاعسون عن أداء مهامهم في هذا الجانب، والتي أصبحت توكل غالبا للممرضين والطواقم شبه الطبية التي تنشط بدرجة أكبر، خاصة فيما يتعلق بالتكفل بمرضى السكري وارتفاع ضغط الدم والراغبين في تغيير الضمادات وأخذ الحقن وغيرها.