أعلن السيد حميد قرين وزير الاتصال أن 90 إلى 95 بالمائة من النصوص القانونية المتعلقة بتنظيم وتحديد إطار ممارسة الصحافة الإلكترونية تم الانتهاء منها، ويبقى فقط وضع آخر اللمسات من قبل فريق العمل المكلف بإعدادها قبل عرضها على الحكومة للموافقة والمصادقة عليها. وأوضح السيد قرين أن هذه النصوص الجديدة ستقنن طريقة ممارسة هذا النوع الجديد من الإعلام بضوابط للحماية من التأثير السلبي الذي تخلفه بعض الكتابات في وقت أصبح يشهد ثورة رقمية بين المواقع. وفيما يخص دفتر الشروط الخاص بقطاع السمعي البصري، أشار السيد قرين لدى استضافته أمس في برنامج المقهى الأدبي للإذاعة الثقافية أن هذا الدفتر يجبر القنوات التلفزيونية الخاصة على تخصيص 60 بالمائة من مضامينها للإنتاج الوطني، الأمر الذي من شأنه إعادة الاعتبار للثقافة الجزائرية والتراث الوطني ببث مواضيع تعرف بالهوية الجزائرية والبعد الوطني. معبرا عن أمله في أن يكون للثقافة نصيب من هذه البرامج في الوقت الذي أعاب فيه على كل وسائل الإعلام إهمال الثقافة وإعطاء الأولوية للبرامج والمواضيع السياسية والرياضية لما لها من إثارة لجلب الجمهور وتسويق المنتوج في وقت لم تعد فيه الثقافة للأسف تحظى باهتمام المواطن الذي لم يعد يستهلك المواضيع الثقافية بالرغم من ثراء الثقافة الجزائرية التي تزخر بقامات كبيرة في مجال الأدب والفن بمختلف أنواعه على حد قول الوزير الذي أرجع هذا الإهمال أو التناسي إلى العشرية السوداء التي قلبت موازين القوى في الإعلام الذي كان يخصص جزءا لا بأس به للثقافة كالصحافة المكتوبة التي كانت تخصص ما لا يقل عن أربع أو خمس صفحات يوميا للحديث عن الثقافة، والتي قلصت هذه الصفحات منذ العشرية السوداء حيث أصبحت تركز على الحدث بحثا عن الإثارة والتموقع لأهداف مادية متناسية الجانب الفكري. وفي هذا السياق، دعا الوزير وسائل الإعلام للاهتمام بالجانب الثقافي لما له من قدرة على خلق روابط اجتماعية قوية وتحسين صورة الجزائر في الخارج، وتربية النشء على قيم الأخوة والصداقة ومحاربة العنف بتهدئة الفكر. مؤكدا على أهمية إعادة النظر في دور الصحافة في ترقية الثقافة. كما عبّر الوزير عن أسفه لنفور الإعلاميين من التخصص في الجانب الثقافي الذي يتطلب ثقافة كبيرة وإلماما بواقع الثقافة وماضيها ومعرفة الكتّاب الجزائريين والأجانب، على عكس التخصص في المواضيع السياسية والثقافية المعروفة والتي يمكن الإلمام بها بعد مدة قصيرة من الممارسة والتي تصنع لصاحبها اسما ويصبح مشهورا على عكس التخصص في المجال الثقافي الذي يبقى صاحبه معروفا في الأوساط الثقافية فقط على حد قوله. وفي موضوع آخر، أفاد السيد قرين أنه تقرر تأجيل جائزة "آسيا جبار" للرواية التي كانت تمنح على هامش الصالون الدولي للكتاب لتمنح في تظاهرة مستقلة قائمة بذاتها، حدد تاريخها في شهر ديسمبر من كل سنة، حتى لا تمر هذه الجائزة المهمة مرور الكرام وليكون لها صدى يليق بمقامها يضيف السيد قرين الذي أوضح أن هذا التأجيل سيمنح للجنة التحكيم الوقت الكافي لقراءة واختيار أحسن الأعمال التي تستحق الفوز بالجائزة.