أفضت مختلف الخرجات الميدانية التي قام بها أطباء الصحة المدرسية إلى مختلف المؤسسات التربوية الابتدائية بولاية وهران، إلى إحصاء ما لا يقل عن 727 حالة تقوس للظهر، أو بعبارة أخرى، حالات اعوجاج العمود الفقري عند التلاميذ الذين تقل أعمارهم عن 12 سنة، ويزاولون دراستهم على مستوى مختلف المؤسسات التربوية بالولاية. وحسب دراسة، مقارنة مع الأعوام الأخيرة، فإن هذه الظاهرة التي عرفت منحى تصاعديا، بدأت في النزول من خلال الأرقام التي قدمتها مصلحة الصحة المدرسية بمديرية التربية، التي أكدت فعلا العام الفارط إحصاء 500 حالة فقط. علما أن هذا الرقم مرشح للارتفاع، حسب عدد من الأطباء المختصين في الصحة المدرسية، الذين يؤكدون بأن السبب الرئيسي لهذه الظاهرة السلبية التي من شأنها أن تؤثر كثيرا على الصحة العمومية، هو انعدام التهيئة وعدم القيام بتجديد العتاد، وفق ما هو مؤكد عليه في مختلف التقارير التي يتم إرسالها إلى الوصاية. ومن أهم النقائص المسجلة على مستوى عدد كبير من المؤسسات التربوية؛ النقص الفادح في الرفوف الخاصة بوضع الكتب المدرسية التي يضطر الطفل على حملها داخل محفظته طوال اليوم، وعلى ظهره، الأمر الذي يتسبب في حدوث الاعوجاج للظهر الذي كان وما زال حديث العام والخاص، بسبب عدم قدرة الطفل على حمل هذا الكم الكبير والهائل من الأدوات المدرسية. وفي هذا الإطار بالذات، سبق لعدد كبير من الأطباء والمختصين في المجال، التحذير من خطر الحقيبة المدرسية الثقيلة التي يضطر التلميذ إلى حملها، هي حقيبة أكبر منه ولا يستطيع بفعل سنه الصغير أن يتحمل عبئها ولا ثقلها، الأمر الذي ينعكس سلبا على تكوينه المورفولوجي وبنيته، وفي هذا السياق، طالب الكثير من المعنيين بملف التربية في الجزائر، على ضرورة الاهتمام بهذا الجانب، مع العمل على تخصيص عتاد مناسب لوضع الكتب والمحفظات داخل الأقسام، من خلال تخصيص رفوف لهذا الأمر، إلا أن المقترحات بقيت تراوح مكانها وحبرا على ورق. وفي هذا الإطار، لا بد من التأكيد على أنه بعد الفشل في تطبيق نظام الدوام الذي تم اقتراحه في وقت سابق بولاية وهران في المجال التربوي، وما يمكن أن يحققه من نتائج إيجابية وجيدة في مجال التنمية المحلية، أصبحت عواقبه وخيمة جدا على صحة الأطفال، لا سيما أولائك المتمدرسين في الطور الابتدائي الذي يجب من الآن التفكير في الحلول المناسبة للكيفية التي سيتم بها معالجة هذا الأمر الخطير، الذي سبق لأطباء الصحة المدرسية أن نبهوا إليه المسؤولين كلهم، لاسيما أولائك المعنيين بتسيير مجال التربية الوطنية وتقويم المناهج الدراسية بها.