احتضنت قاعة العروض بدار الثقافة اعمر أوصديق بولاية جيجل مؤخرا، المؤتمر الأول للأمراض العقلية الذي بادرت بتنظيمه النخبة الوطنية للعلوم الطبية بالجزائر، كتجربة أولى في سابقتها، بمشاركة أزيد من 300 مختص من مختلف ولايات الوطن وأزيد من 50 مؤطرا للمؤتمر، على غرار 18 بروفيسور و15 طبيبا مساعدا والقائمين على المؤتمر من أعضاء النخبة الوطنية. وكانت الدعوة مفتوحة لجميع أطباء ولاية جيجل. كشفت الدكتورة «بن مغسولة وداد» مختصة في علم الأوبئة والأمينة العامة للنخبة الوطنية للعلوم الطبية بمكتب ميلة ل «المساء»، أن المؤتمر جاء في إطار عمليات التكوين المتواصل التي تدخل في إطار نشاطات النخبة، وهو موجه لفائدة الأطباء العامين وطلبة العلوم الطبية، لاسيما المقبلون على التخرج والأطباء المتخصصون في الأمراض النفسية والعقلية، حيث ارتكزت معظم مداخلات المؤتمر حول الجانب القانوني المتعلق بأخلاقيات الطبيب أثناء تعامله مع الشخص المصاب بمرض عقلي، وهذا نظرا للدور الذي يلعبه التعامل المتزن مع المريض في تحسين نفسيته وإنقاذه من خطر الإصابة بأمراض عقلية، فالاهتمام بنفسية المريض ومراعاة وضعه العقلي نصف الدواء، على حد تعبير الدكتورة. من جهته، أكد البروفيسور محمد الأمين بن شريف خلال مداخلته في المؤتمر، أن التشخيص الطبي للمريض لا يجب أن يكون بمعزل عن التشخيص النفسي، لأن التشخيص السيئ الذي لا يراعى فيه الوضع العقلي، يجعل الطبيب أمام مسؤولية أخلاقية، وهي التأثير النفسي على المريض وإصابته بأمراض عقلية، غالبا ما تؤدي إلى حالات انتحار، حيث أوصى الجيل الناشئ من الأطباء الحاضرين بأن من أخلاقيات مهنة الطبيب بصفة عامة، أن يحظى التشخيص الطبي لكل مريض بتشخيص له علاقة بالنظام العقلي للمريض، فالأعراض الفيزيائية تصاحبها دوما أعراض نفسية تسبب أمراضا عقلية للمريض. من جهتها كشفت الدكتورة «نايت شعبان» في عرض للإطار المؤسساتي الاستشفائي الخاص بالأمراض العقلية، أن الجزائر تهتم كثيرا بهذا النوع من الأمراض؛ من خلال توفير 121 مصحة استشفائية خاصة بالأمراض العقلية و22 مصلحة أمراض عقلية على مستوى المؤسسات الاستشفائية للأمراض العقلية، و07 مصالح على مستوى مراكز استشفائية جامعية.
