أكّد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية أنّ «ثمازيغث» رصيد مشترك يتحمّل الجميع مسؤولية الحفاظ عليه بطرح مقاربات علمية، هادئة، رصينة ومسؤولة. وأضاف مؤخرا أنّ تحصين الأمازيغية في الدستور هو الضمان لتقوية اللحمة أكثر بين أبناء الوطن؛ لأنّها عنصر جامع يجسّد التماسك الاجتماعي؛ مما يعكس عبقرية الجزائري الذي وحده أقرّ متى وكيف يتصالح مع ذاته، وحسم بقوة في مرجعياته التاريخية والحضارية بدون تزمّت أو انغلاق. الأمين العام للمحافظ أشار في كلمة ألقاها يوم الخميس الماضي بمناسبة إطلاق البوابة الإلكترونية لمئوية ميلاد مولود معمري بمقر المتعامل الوطني للهاتف النقال «موبيليس»، أشار إلى أنّ تزامن هذا الحدث مع الذكرى السابعة والثلاثين للربيع الأمازيغي، يعكس التداعيات الإيجابية لدسترة الأمازيغية لغة رسمية. وأضاف أنّ مساعي المحافظة تنصبّ في تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية، الذي أقرّ عهدا جديدا من المصارحة الحقيقية مع الذات، وأعطى الضوء الأخضر لترقية الأمازيغية ببعدها الوطني والأكاديمي، وحصّنها في الدستور المعّدّل في فيفري 2016. في هذا السياق، ذكر عصاد أنّ المحافظة قطعت أشواطا هامة منذ تأسيسها بتجميع علمي ثري، مما يسمح بتحقيق خطوة إضافية بطريقة تدريجية وبدون تسرع أو ارتجال، ليتسنى توسيع دائرة اللغة الأمازيغية في الإدارات ومؤسسات الدولة، مشير إلى السعي لإمداد وتمكين الأمازيغية بكافة الوسائل والإمكانات العلمية والتكنولوجية؛ لتدارك التأخر المسجل في هذا المجال. وأكد أنّ المرحلة القادمة تستوجب على العاملين في المحيط المؤسساتي وكافة الهياكل العمومية وحتى الخاصة، المساهمة بشكل متواصل ودائم، في تعزيز مكانة الأمازيغية في جميع المرافق والهياكل العمومية للمجتمع الجزائري، بغية تقديم أحسن صورة عن مجتمع يعيش أفراده في تناسق وتناغم. من جهته، أكّد السيد شيف الحق شرفة ممثل الوزير الأوّل عبد المالك سلال، أنّه يولي أهمية كبيرة لترقية الأمازيغية، ويسهر على دعمها وترقيتها وتطويرها؛ تأكيدا على حرص الدولة على تطبيق دسترة الأمازيغية، إحدى مقوّمات هويتنا وقيمنا التي عمل الاستعمار على طمسها. وأضاف أنّ الرئيس بوتفليقة أكّد أنّ اللغة الأمازيغية مكرّسة لغة وطنية ثمّ رسمية، بصفتها عنصرا من عناصر هويتنا الوطنية، وعاملا لتمتين اللحمة الوطنية. ودعا إلى بذل مجهودات كبيرة، وتفعيلها علميا وأكاديميا لتعميم استعمالها حسن استعمال. وذكر السيد شرفة أنّ الجزائر تعيش في عالم يعرف تطوّرا رقميا مذهلا. وأكّد أنّ الوزير الأوّل عبد المالك سلال يشجّع ويثمّن إنجازات المحافظة السامية للأمازيغية على مواصلة الجهد وتحقيق خطوات أخرى، ضمانا لهذا الوطن ووحدته واستقراره. المدير العام للمتعامل «موبيليس» من جانبه اعتبر دعم مؤسسته لعمل المحافظة السامية للأمازيغية واحتضانها إطلاق البوابة الإلكترونية لمئوية معمري، اعترافا بعظمة صاحب «الربوة المنسية»، واستكمالا للخيار الذي تبنّته «موبيليس»؛ حيث كانت أوّل متعامل للهاتف النقال يستعمل ويتواصل بالأمازيغية والتفناغ، مضيفا أنّ ما تقوم به هو تثمين للثراء اللغوي والثقافي الجزائري. الاحتفالية المزدوجة الربيع الأمازيغي وذكرى مئوية مولود معمري، عرفت إعطاء الانطلاق الرسمي لبوابة الاحتفالية الإلكترونية، حيث استعرض الإعلامي والباحث مصطفى آيت موهوب المشرف على الموقع، خصائصها، وأشار إلى أنّ الموقع يتكفّل بالأحداث والتظاهرات طوال الاحتفال بالمئوية عبر ثلاث لغات؛ هي العربية، الأمازيغية والفرنسية. وقال: «أردناه موقعا جماهيريا، ونحاول إعطاء أخبار ثقافية مرافقة للمئوية، ومساحة نفتحها للباحثين والأساتذة لإثراء الرصيد الثقافي الأمازيغي»، موجّها نداء إلى المعنيين للمساهمة في تزويد الموقع بالأبحاث واقتراح أفكار تدعم الهدف الرئيس من الموقع. للإشارة، تمّ، بالمناسبة، تقديم مشروعين حَظِيا بدعم صندوق تملك الاستعمال وتطوير تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وهما قاموس إلكتروني من تقديم البروفيسور نورة تغزيري، أستاذة محاضرة ومديرة مخبر التهيئة وتعليم الأمازيغية بجامعة «مولود معمري» بتيزي وزو، والثاني قسم افتراضي لتعليم الأمازيغية من تقديم الإخوة ولد أولحاج، كريم، ماسينيسا ومالك.