نشط أمس، أستاذان من جامعتي البليدةووهران، محاضرتين حول طائفة الأحمدية وذلك بالمجلس الإسلامي الأعلى، تحسيسا بمخاطرها على العقيدة الإسلامية الصحيحة، ونشرها لأفكار دخيلة على الدين السمح، وفي تشريحهما لهذه الظاهرة التي وصفاها ب»الرِّدة وصنيعة الاستعمار البريطاني» حذّر المحاضران من مخاطرها مستندين إلى علماء الجزائر الذين حاربوها وأفتوا بمحاربتها، وهما العلامة عبد الحميد بن باديس والشيخ أحمد حماني. وقال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، أبو عبد الله غلام الله، في كلمته أننا نحمد الله أن فكر الأحمدية لم يطل ببلادنا خلال الفترة الاستعمارية، لأنه يلغي الجهاد الذي هو نقيض الثورة، مشيرا إلى أن هذه النِّحلة (بكسر النون) بدأت تضع «يرقاتها» وتفرخ في أوساط الجزائريين لجعلهم يضربون بعضهم، وتهدف إلى استلال روح الإسلام من المسلمين، وأنه من قدر الله أن رفض المستعمر الفرنسي اتباع الفكر الأحمدي لما نصحهم بريطانيون حضروا مراسم الاحتفال بمرور مائة عام على وجودهم بالجزائر. الأستاذ اليزيد حمزاوي، من جامعة البليدة المختص في الدراسات النقدية والفِرق ركز في محاضرته على جملة من الاقتباسات ليثبت فساد عقيدة هذه الطائفة الضالة وولائها البواح للمستعمر الإنجليزي، الذي تعتبره «ظل الله في الأرض»، والولي الذي يجب طاعته طاعة عمياء، وعاد المحاضر إلى جذور من أنشأ هذه الفرقة الدينية ويتعلق الأمر بالقادياني الغلام أحمد ميرزا، الذي ينحدر من عائلة غنية تمت مصادرة أملاكها، وعندما دخل الاستعمار البريطاني أعاد لها أملاكها وهو ما جعلها «ترد الجميل» للمستعمر وتدخل طاعته ضمن العقيدة الإسلامية، مدعية أنها تمارس الإسلام الصحيح. كما قدم المحاضر اقتباسات عن جنون الغلام أحمد ميرزا، الذي يدّعي أنه المهدي المنظر، ثم المسيح، ثم الشبيه بالمسيح، وكذا مريم، حتى أنه ادّعى بأنه هو الله، وأن أصحاب هذا الفكر قدموا أموالا ضد الدولة العثمانية، وفرحوا باستعمار العراق، واتخذوا من الرئيس الأسبق للكيان الصهيوني شمعون بيريز ضيف شرف... وغيرها من المفاسد التي أرادوا بواسطتها أن يكونوا الذراع الأيمن للفكر الامبريالي، مضيفا أن الزعيم الهندي جواهر لال نهرو، ورغم أنه اشتراكي الفكر إلا أنه قال: إذا أردنا إضعاف بريطانيا فعلينا أن نضعف القاديانية، وكذا هتلر الذي أصدر أوامر بعدم التعامل مع هذه الفرقة التي اعتبرها جواسيس. من جهته ذكر الأستاذ عبد القادر بن داود، من جامعة وهران، والباحث في الطوائف والأديان أن الأحمدية صارت خطرا على السلم والأمن الدوليين، لأنها تؤسس لفكر يخالف القوانين المعمول بها في مجال حرية المعتقد وحق ممارسة الشعائر، مشيرا إلى أن الجزائر احتاطت لمثل هذه الأفكار الوافدة منذ 2004 وأصدرت قوانين في 2006 تفصل وتضبط حدود هذه الحرية وفق الاتفاقيات الدولية. واستظهر المُحاضر العديد من الوثائق التي تؤكد مفاسد هذه العقيدة ومريديها وخطرهم على الاستقرار والأمن القومي للبلدان. واختتمت المحاضرتان بمناقشة شارك فيها بعض الشيوخ والمهتمين بهذا الفكر الدخيل، حيث حذّر شيخ الزاوية القادرية بالهامل المأمون القاسمي، من انصراف الاهتمام إلى هذه النِّحلة وعدم الانتباه إلى الفكر التكفيري الذي تتبنّاه طوائف أخرى منها تلك التي تسمي نفسها «الفرقة الناجية»، داعيا إلى أخذ جميع الإجراءات الوقائية والردعية لأي فكر يحاول ضرب المرجعية الدينية الوطنية المعتدلة التي تعد رمز الوحدة، أما الأستاذ فلاحي عدة، المهتم بالشؤون الطائفية، فذكر أنه لا ينبغي الانسياق وراء فكر التكفير، والأفضل حسبه فتح أبواب الحوار لمناقشة حملة هذه الأفكار، وتنظيم حتى مناظرات لتوضيح الأمور لعامة الناس، وفي هذا السياق أكد فلاحي، أنه ناظر منذ مدة زعيم الأحمدية محمد شريف عودة، ويتواصل معه، وأنه التمس منه إيصال رسالة إلى رئيس المجلس الإسلامي الأعلى يطلب من خلالها السماح له بتنظيم مناظرة بالجزائر، وهو ما استغربه الحضور.