استضاف منتدى «هنا قسنطينة» مؤخرا، بمقهى «ريش» بوسط المدينة، المخرج السينمائي والمنتج بشير درايس، الذي تحدّث عن فيلمه التاريخي الجديد «العربي بن مهيدي»، الذي صوّر بعدة مناطق في الجزائر، ومنها قسنطينة، وكذا استديو بتونس دخل مرحلة ما بعد الإنتاج. ومن المرتقب أن يتم عرضه شرفيا قريبا بعد الانتهاء من الرتوشات الأخيرة وعرضه على المؤرخين وأصدقاء الشهيد العربي بن مهيدي. في هذا الشأن، أكد درايس أنه وضع خبرة 30 سنة من الإخراج لإنجاز عمل يليق بشخصية العربي بن مهيدي، وقال بأنه لم يختر بعد عنوانا لهذا الفيلم الذي تدور وقائعه في مدة ساعتين و42 دقيقة، مضيفا أنه اضطر للسفر إلى تونس بسبب غياب استديوهات في المستوى المطلوب بالجزائر. كشف المخرج أنّ المساهمة المالية لوزارة الثقافية في هذا العمل الفني بلغت نسبة 70٪، مضيفا أن هناك 5 كتاب وضعوا السيناريو، منهم 3 أجانب، وقال بأنه اضطر إلى لقاء واختبار حوالي 5 آلاف وجه قبل اختيار ممثلي الفيلم، ليصل إلى 5 ممثلين تنافسوا على البطولة قبل أن يقع الاختيار على خالد بن عيسى، رغم وجود اقتراح بجلب ممثلين أجانب. وحسب بشير درايس الذي قال بأنه يفضل الإخراج عن الإنتاج الذي خاض فيه تجربة أيضا، فإنّ الفيلم يحتاج إلى حملة ترويجية كبيرة تليق بمقام الشهيد بن مهيدي، مضيفا أنّه على استعداد لتغيير بعض المشاهد في حال رفضها من طرف المؤرخين، مشيرا إلى أنّه يرغب في عرض الفيلم أولا على المؤرخين وأصدقاء البطل بن مهيدي، لأنّه ضد ثقافة العرض الشرفي للفيلم والبروتوكولات الرسمية. كما أكد أنه ضد ثقافة المناسبات، وقال بأن الفيلم في الجزائر يجب أن يسوق بطريقة جيدة حتى تكون له مداخيل من أجل المساهمة في بعث السينما. وعن فكرة الفيلم، أكد المخرج أنها جاءت في ظل غياب أفلام عن قادة الثورة، وترسخت في ذهنه عندما التقى صدفة بخياط حدّثه كثيرا عن الشهيد العربي بن مهيدي، معتبرا أن فيلمه ليس ثوريا. وأضاف أن كل الأفلام التي أنتجت حول ثورة التحرير كانت تصوّر كصراع دموي وفقط، وبعض المخرجين الذين تناولوا في أعمالهم موضوع ثورة أساؤوا لها وقزّموها بسخافة أكثر مما خدموها. كما طرح بشير درايس مشكل الحصول على الأرشيف خلال عمله، حيث قال بأنه بعد 54 سنة من الاستقلال، يبقى أرشيف الثورة غير متاح للجزائريين. ولإتمام العمل اضطر إلى التنقل إلى فرنسا من أجل الحصول على بعض الوثائق، والأرشيف الذي كان موجودا في الجزائر كان صعب المنال، حسب قوله. تحسر داريس لأن الجزائر هي البلد الوحيد في العالم الذي تنتج فيه الدولة الفيلم بنسبة 100٪، مضيفا أنّ المشكل في الجزائر معقّد بسبب غياب قاعات السينما التي يبقى الموجود منها «رهينة»، وتساءل عن غلق قاعة السينما الإفريقية وغيرها من القاعات بالعاصمة. عرض مخرج العمل الفني على الحضور بعض اللقطات الحصرية من الفيلم، كما استمع ورد على تدخل بعض المؤرخين، الفنانين والمثقفين، على غرار عبد المجيد مرداسي، نور الدين بشكري، لونيس يعو وكمال مداني.