شرعت الدوائر الإدارية لولاية الجزائر على غرار باقي الدوائر عبر التراب الوطني في توزيع الاستمارات على المواطنين الذين تنقلوا للاستفسار عن الإجراءات الجديدة للحصول على جواز السفر البيومتري وبطاقة التعريف الالكترونية، ولتسهيل العملية خصصت كل دائرة مكتباً خاصاً للوثيقتين مجهزاً بأحدث التكنولوجيات والبرامج المعلوماتية التي ستستغل في عملية جمع وأرشفة البيانات، وفي الوقت الذي شرعت فيه الدوائر النموذجية في أخذ المواعيد لمعالجة الملفات، تدخل اليوم باقي الدوائر مرحلة التجربة وتعريف الأعوان بالمهام الجديدة المخولة لهم، علماً أن دائرة حسين داي عالجت عشية أمس أول ملف لجواز سفر بيومتري بعد تسجيل سحب 59 عقد ميلاد ''12 ج'' عبر مختلف بلديات المقاطعة. ''كل شيء جاهز لاستقبال ملفات المواطنين الراغبين في استخراج وثائق الهوية من بطاقة تعريف الكترونية وجواز سفر بيومتري، وما على المواطن إلا طلب الاستمارات أو تصفح موقع وزارة الداخلية على شبكة الأنترنت لملء الاستمارة بالبيانات قبل استخراج باقي الوثائق المطلوبة وطلب موعد لدفع الملف'' هكذا شرح لنا المكلفون بمشروع عصرنة جواز السفر وبطاقة التعريف عبر مجموع الدوائر التي زرناها أمس بالعاصمة، حيث تهافت المواطنون منذ الساعات الأولى على المكاتب الجديدة، التي تم تهيئتها لسحب الاستمارات والاستعلام على الوثائق المطلوبة، حيث أكد لنا أحد الشباب بالدائرة الإدارية لمقاطعة الدارالبيضاء انه يحضر وثائقه للسفر إلى دولة خليجية لاستكمال دراسته في الشريعة الإسلامية، وبسبب نهاية صلاحية جواز سفره تقدم للحصول على معلومات وافية حول طريقة تجديد جواز سفره، وأعرب المتحدث انه متحمس ككل جزائري للحصول على وثائق هوية عصرية مثل باقي سكان المعمورة، على أن تسهل باقي هيئات الحالة المدنية لاستخراج الوثائق الضرورية خاصة عقد الميلاد ''12 ج'' الذي تعد وثيقة جديدة بالنسبة للجزائري، في حين أبدت سيدة أخرى استعدادها لتغيير جواز سفرها قبل حتى نهاية صلاحيته للوثيقة الجديدة، غير أن طلبها قوبل بالرفض، فلا يمكن استخراج جواز سفر إلا بعد انتهاء صلاحية القديم. وخلال الجولة الميدانية التي قادتنا لمصلحة جواز السفر وبطاقة التعريف بدائرة الدارالبيضاء رفقة رئيس الديوان السيد بشير لونيس وقفنا على مختلف التحضيرات التي باشرتها المقاطعة في انتظار الشروع في استلام أولى الملفات بعد تدريب الأعوان والتقنيين على الخدمة الجديدة، حيث أكد رئيس الديوان تجهيز المصلحة بنظام معلوماتي جديد يتماشى والمهام المنتظرة لعصرنة سجلات الحالة المدنية للمقاطعة التي تضم أكثر من مليون نسمة عبر 7 بلديات، وانحصرت المهمة الأولى للمصلحة في توزيع الاستمارات على سكان المقاطعة وتحسيسهم بالإجراءات الجديدة، على أن يقوم أعوان المصلحة اليوم بأول تمرين لمعالجة الملفات عبر مختلف المحطات التي ستمر منها من مكتب التوجيه إلى التصديق على البيانات ومكتب التقاط البصمات والصور البيومترية.وحسب مسؤول المكتب التقني فإن المصلحة تم تجهيزها بوحدة بيومترية واحدة لأخذ البصمات والصورة في انتظار تدعيم المصلحة بثلاث وحدات مستقبلا حسب عدد المواطنين المترددين عليها، في حين أكد المتحدث أن الشكل الأخير لجواز السفر البيومتري أو بطاقة التعريف الالكترونية، لم يكشف عنه بعد، لذلك سيتم تسليم جواز سفر عاد، في انتظار صدور أول جواز سفر الكتروني في 24 نوفمبر القادم على أكثر تقدير حسب توضيحات وزارة الداخلية، وعن جواز السفر الجديد أشار المسؤول إلى أن كل بيانات المعني سيتم جمعها في ''بطاقة سيم'' يتم وضعها على الوثيقة الجديدة التي لن تحمل العديد من الأوراق مثل الجواز القديم ولن يكون شكلها مختلفا عما هو متداول عليه خارج الوطن. وأشار رئيس الديوان انه في مرحلة أولى سيتم معالجة 35 ملفاً يومياً على أن يقوم المواطن بالاتصال بمركز النداء الذي فتح خصيصا لهذه العملية، وعند مطالبة المواطن بمعلومات أدق يتم تحويل المكالمة إلى مكتب التوجيه الذي يسهر عليه أعوان مدربون على الرد على انشغالاته، وعند تحديد موعد الاستقبال يجلب المواطن كل الوثائق المطلوبة والمحددة في المستخرج الخاص من عقد ميلاد المعني ''12 ج'' ومستخرج من شهادة ميلاد الأب والأم، شهادة الجنسية والإقامة يكون تاريخ إصدارها أقل من ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى شهادة عمل أو شهادة مدرسية للطلبة، شهادة شخصية لحالة المدنية أو شهادة عائلية بالنسبة للمتزوجين، مع إرفاق الملف بأربع صور شمسية ملونة رقمية وحديثة ذات مقياس 4.5 * 3.5 نتيمتر، مطابقة للضوابط التنظيمية، حيث يجب أن يكون الوجه ظاهراً ولا تخفى أي مواصفات من أسفل الذقن إلى قمة الرأس، وبما أن جواز السفر المسلّم يكون بشكله العادي فيجب إحضار قسيمة جبائية بالثمن المحدد لنوعية الوثيقة المطلوبة أي 2000 دج لجواز السفر و100 دج لبطاقة التعريف، مع إرفاق الملف بنسخة من فصيلة الدم وجواز السفر أو بطاقة التعريف الوطنية منتهية الصلاحية. دائرة حسين داي تعالج أول ملف لجواز سفر الكتروني من جهتها باشرت الدائرة الإدارية لحسين داي التي تم اختيارها لتكون ضمن الدوائر النموذجية في أول علمية إصدار جواز سفر بيومتري وبطاقة تعريف وطنية الكترونية في تحديد مواعيد استقبال ملفات طالبي جوازات السفر الالكترونية، حيث أشارت المكلفة بالمشروع السيدة بن دالي فوزية في تصريح ل''المساء'' أنه تم إعطاء موعدين الأول كان صباح أمس لأحد المعنيين الذي لم يكن ملفه كاملا والثاني مساءً، علما أن بلديات المقاطعة سلمت إلى غاية نهار أمس 59 عقد ميلاد '' 12 ج''، وبخصوص التسهيلات للحصول على هذه الوثيقة، أشارت محدثتنا أن وزارة الداخلية وجهت تعليمات صارمة لرؤساء البلديات للإسراع في تسليم الوثائق الضرورية، حيث يتم استلام طلبات المواطنين مرتين يومياً صباحاً عند الحادية عشر والنصف والأخرى مساء، على أن يستكمل المواطن كل الوثائق الضرورية، ليبقى الإشكال بالنسبة للمواطنين المولودين في الولايات الداخلية أو الجنوبية، حيث يجب أن يتنقل كل منهم إلى مسقط رأسه للحصول على الوثيقة بالإضافة إلى ما يثبت جنسيتهم والوثائق الخاصة بالأب والأم. أما بخصوص حضور الضامن والتساؤلات التي طرحها المواطن عن هذا الشخص فقد أشارت السيدة بن دالي انه يكون احد أعضاء العائلة التي يتم وضع بياناته في الاستمارة التي تضم ست أوراق بالنسبة للبالغ وثلاث أرواق للقاصر، والهدف من الضامن هو التأكد من هوية المعني لضمان عدم التزوير في الهوية أو المعلومات المقدمة، أما بالنسبة لنوعية صور النساء المحجبات فأكدت المتحدثة أن الدائرة لم تتسلم أي توجيهات في هذا الخصوص وسيكتفي بتلبية ما جاء في ملخص الوثائق المطلوبة على أن يكون الوجه ظاهراً من أسفل الذقن إلى قمة الرأس. كما كشفت المكلفة بالمشروع انه تم إدخال نظام الاتصال عبر الهاتف النقال من خلال الاتصال مباشرة بالمعني أو إرسال رسالة قصيرة، في حالة تأخره يتم إرسال استدعاء لبيت المعني، مشِيدة باستعمال التقنيات الحديثة في الحفظ والأرشفة عبر نظام معلوماتي خاص لا يمكن قرصنته، كما أن الربط بين البيانات الإدارية والأمنية لمختلف مصالح الأمن يسمح للمواطن بالحصول على رقم خاص به في سجلات الحالة المدنية، وفي حالة انتهاء صلاحية الوثائق الجديدة فلن يكون المواطن مجبراً على استخراج نفس الوثائق ما دام عقد الميلاد'' 12ج'' يتم حفظه بقاعدة البيانات، ولا يطلب من المواطن إلا استحضار شهادة الإقامة والصور، مضيفة أن تجهيزات دائرة حسين داي تسمح بمعالجة 90 ملفا يوميا. كما أصرت المتحدثة على ضرورة احترام المواطن للمواعيد التي تحدد له من طرف أعوان الدائرة خلال عملية دفع الملف، إذ هي الطريقة الوحيدة لتنظيم العملية والإسراع في معالجة الملفات التي تدوم بين 20 إلى 40 دقيقة، وإذا ما تم ملء الاستمارة عبر موقع وزارة الداخلية والجماعات المحلية تقول السيد بن دالي يمكن ربح 15 دقيقة من مرحلة إدخال البيانات التي تكون قد أدخلت عبر شبكة الأنترنت وما على المعني إلا حفظ الرقم الذي يسلم له وطباعة نسخة من الاستمارة لاستظهارها خلال عملية معالجة الملف التي يسهر عليها عدد كبير من التقنين والأعوان من مدخل المصلحة إلى غاية الخروج منها.
