تزخر ولاية بومرداس بالعديد من الشواطئ الجميلة والمرافق السياحية، التي تستقطبت الوافدين إليها من كل حدب وصوب، وهو ما جعلها تحتل المرتبة الرابعة وطنيا بعد كل من ولايات مستغانمبجاية وتيبازة من حيث نسبة الإقبال التي بلغت 6 ملايين مصطاف حسب احصائيات الحماية المدنية، وعلى امتداد الساحل البومرداسي يحظى شاطئ بن يونس بنصيب من الاهتمام لتميزه بجغرافية المكان التي امتزجت فيها زرقة البحر ورماله الذهبية بخضرة الطبيعة المترامية الاطراف، على امتداد المرتفعات الصخرية التي تغوص في جوانب الشاطئ معانقة السماء. وبالرغم من تواجده في منطقة شبه معزولة ببلدية الكرمة، التي تبعد بحوالي 8 كيلومترات عن وسط بومرادس، إلا أن وفود المصطافين الذين اعتادوا على سحر هذا الشاطئ الذي يوفر لهم السكينة والطمأنينة لم يفارقوا المكان طيلة أيام الصيف، خاصة وأن الشاطئ مخصص للعائلات بدرجة أولى، مع تخصيص حيز منه للشباب بشروط مقترنة بالآداب العامة، وهو ما جعله قبلة لزوار من بومرداس والولايات المجاورة كالعاصمة التي لا يبعد عنها المكان سوى بنحو 50 كيلومترا. ولعل ما يضفي على المكان نكهة خاصة، انتشار بيع أشهر منتوجات المنطقة من العنب والسمك عند مداخل بلدية الكرمة، لا سيما وأن ما يعرض سلع جديدة وطازجة، بغض النظر عن أسعارها التي لا تختلف كثيرا عن نظيرتها في الاسواق، ناهيك عن مستلزمات البحر والصناعات التقليدية التي تلقى هي الأخرى رواجا معتبرا، حسب آراء الباعة الذين تحدثنا إليهم بعين المكان. وخلال زيارة ''المساء'' الى الموقع، استوقفتنا صعوبة الوصول إليه بعد اجتياز منحدر ضيق والكثير من المنعرجات، ما يتطلب مهارة خاصة للسائقين قصد بلوغ الشاطئ، وينتهي بنا المطاف بموقف للسيارات يتسع ل 50 سيارة، قبل أن يأسر الناظر مشهد شاطئ مترامي الاطراف تحده صخرتان عملاقتان تشكلان تحديا للشباب المغامر، الذي يجد هناك أسلوبه الخاص في الاستمتاع بجمال البحر، رغم خطورة الوصول إليهما والقفز من على علو مرتفع فالإقبال على المنطقة الصخرية، حسب بعض هؤلاء الشباب ممن تحدثنا إليهم، يزيد أكثر في حالة هدوء البحر، وسط أجواء من المتعة والفرجة. وبالمقابل تفضل العائلات وبعض الشباب رمال الشاطئ الذهبية والاستفادة من خدمات مسيري الشاطئ، الذين استغلوا كل شبر من الموقع لنصب الشمسيات التي تتراوح أسعار كرائها بين 20 و300 دينار حسب نوعيتها... الاطفال من جهتهم وجدوا ضالتهم في السياحة بشاطئ غير عميق شبيه بنظيره بسيدي فرج في العاصمة، وهو ما أثار ارتياح الاولياء الذين يسعون للظفر بقليل من السكينة والطمأنينة، واعتادت احدى العائلات القاطنة بحي سوريكال بباب الزوار على ارتياد الشاطئ كلما سنحت لها الفرصة، وهو ما أكده لنا رب العائلة (سمير. ش) في حديثه معنا، حيث أوضح أنه العام الثاني على التوالي الذي يقصد فيه الشاطئ بعد أن قررت العائلة جعله قبلتها الوحيدة صيفا لما يميزه من سحر الطبيعة التي تبعث على الهدوء وراحة البال. وعلاوة على المزايا النفسية والذهنية التي تقدمها الطبيعة لروادها، يتوفر شاطئ بن يونس على بعض الخدمات المقترحة من طرف أصحاب المحلات والأكشاك من مأكولات ومشروبات وحتى المثلجات، التي تقدم في ظروف صحية تراعي شروط النظافة، فضلا عن خدمات المرشات وغرف تبديل الملابس في اطار توفير عوامل الراحة للمصطافين.