تنقسم منطقة الزيبان إلى أربعة أقسام وتضم عدة مدن ومنها أولاد جلال والاغواط غربا وتقرت شرقا وبسكرة وحدود ولاية خنشلة، هذه الشساعة ولدت لديها فسيفساء ثقافية إلا أن الشيء المشترك في شهر رمضان بين هذه المناطق المذكورة هو الإفطار على ''دلة نور والحليب''. وحول العادات والتقاليد الرمضانية بمدينة الزيبان حدثنا الصحفي ناجي أحمد ابن المنطقة، فأشار إلى أن رمضان يحل مبكرا قبل موعد جني التمور، لذا فإن سكان المنطقة يعتمدون في إفطارهم على بواكر التمور مثل ''المنقر والغرس وقرن الغزال إلى جانب التمور المجمدة''. من جهة أخرى اعتادت المرأة اختيار الفريك الذي يجمع أخضر ثم يحرق ويطحن ليصبح جاهزا، أما مادة الشعير فتعد بنفس الطريقة التي يعد بها الفريك ويسمى ''مرمز'' وعلى العموم فإن طريقة إعداد الفريك و''المرمز'' من ابتكار أهل الزيبان. وما تتميز به المنطقة أيضا الإقبال على ذبح الخرفان قبل أيام قلائل على حلول شهر رمضان، إلى جانب إعداد التوابل التي تصل إلى حوالي 20 نوعا والتي يأتي على رأسها ''رأس الحانوت'' الذي يدخل في إعداد أغلب الأطباق بمنطقة الزيبان. ومن العادات السائدة بالمدينة والمتوارثة هي ''التعبد'' فمنذ أول يوم من رمضان وبالتحديد بين وقت العصر والمغرب تبدأ تلاوة القرآن الكريم ليختتم في آخر الشهر. وما يصنع نكهة رمضان لسكان منطقة الزيبان هي الزلابية التي يحضرها مواطنون تونسيون باعتبارهم روادا في إعداد هذا النوع من الحلويات، ولشدة ولع المواطنين بالزلابية قد تدوم الطوابير لاقتنائها أكثر من ثلاث ساعات يوميا، شأنها في ذلك شأن الدوبارة. وعند الإفطار يستمتع الصائمون بتناول شربة ''الفريك'' أو''المرمز'' المحضرة بلحم الماعز إلى جانب أنواع أخرى من المأكولات كالدوبارة التي لا يستغني عنها سكان المنطقة طيلة شهر رمضان. ولعل من بين الأمور المقدسة لدى ناس الزيبان هي إقامة الموائد الرمضانية لعابري السبيل إلى جانب التكفل بالغرباء من خلال الدعوات التي توجه إليهم على مدار شهر كامل كما يعرف بمنطقة الزيبان أناس يدعون ''بالقناصين'' الذين يتجولون بسياراتهم عبر أرجاء المدينة بحثا عن عابري السبيل لاستضافتهم على موائد الإفطار. وفيما يخص ليلة السابع والعشرين فإن لها نكهة خاصة إذ تقام فيها أعراس الزفاف كما تعد مأدبة للعريس وقت الإفطار في جو مفعم بالفرحة وذلك للتبرك بالليلة المباركة إلى جانب حفلات الختان.