يفضل الكثير من المبدعين ممن وهبهم الله نعمة الإبداع والرزانة، استعمال الكلمات المدروسة التي تخدم المستمع، مع العمل على أن تكون جامعة للنصائح وتحمل رسالة قوية تؤثر في مستمعها، مع الحرص على أن يسمح بالاستماع لها إلى جانب الأهل دون حرج. وإذا كان الكثير من مطربي الشعبي قد استطاعوا تحقيق هذه المعادلة في أعمالهم من خلال القصيد الذي يحمل مدح المصطفى عليه أزكى الصلوات والتسليم، إلى جانب نصائح الشيوخ للأجيال، وكذا الأندلسي والمألوف الذين يحملان كل رسائل الحب والود والحياة والحضارة، مما يجعل المستمع إليها مستأنسا مسافرا في عوالم جمالية وإبداعية فتارة يدغدغه سحر الكلمات وأخرى تهدهده النغمات. وبين الكلمة واللحن والأداء تعمل الموسيقى فعلتها السحرية في العقول والقلوب فيشعر المستمع بلذة تجتاح وجدانه وراحة عميقة ترتخي بها أعصابه، وكلماتها تخزنها ذاكرته وتربطها بأمور مختلفة في الحياة سواء في باب النصح، أو التنبيه لأمر معين على غرار أصدقاء السوء الخيانة الزوجية، أو التخلي عن المحبوب بسبب الفقر، وكذا وصف حالات العشق التي يحار صاحبها في تحديد معالمها، إذ تصبح لسان صدق ومترجم حقيقي للحال، وهو الأمر نفسه بالنسبة للأغاني الهادفة التي تعمل على تنبيه الشباب إلى الأخطار المختلفة المحدقة بهم وعلى رأسها المخدرات والمسكرات والسرقة والاعتداء على حرمات الغير في حالات اللاوعي، فما أحوجنا لكتاب كلمات يراعون الجوانب الأخلاقية والتربوية في كتباتهم.