يتوقع السيد عمار سعداني، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، سيشكّل حكومته الجديدة من الأحزاب السياسية، معبّرا عن أمله في أن يعيد الدستور المقبل الذي يحضّر له حاليا النظر في تركيبة الحكومة حتى تتشكل من الأغلبية البرلمانية، مثلما هو معمول به في باقي الدول الديمقراطية. ورافع السيد سعداني، خلال ندوة صحفية نشطها بالمقر المركزي للحزب بحيدرة أمس، خصصها لمباركة نتائج الانتخابات الرئاسية لصالح بناء "دولة وطنية" على أسس ديمقراطية وقانونية سليمة، مؤكدا أن تجسيد هذه الدولة سيتكرس من خلال إعادة النظر في الدستور الحالي الذي "يجب أن ينص على تشكيل الحكومة من الحزب الذي يحوز على الأغلبية في البرلمان"، مضيفا أن ذلك يجعلنا نقول أن الحكومة تمثل حقا شعبها لأنه صوّت على حزبها في الجهاز التشريعي من خلال منح صوته لنوابها في المجلس الشعبي الوطني، على أن تكون هذه الحكومة مسؤولة أمام الشعب، وتحاسب من طرف نواب الشعب على أدائها وحصيلتها. وفي هذا السياق عبّر المتحدث عن تفاؤله بالإصلاحات التي سبق أن أعلن عنها رئيس الجمهورية، في خطابه الأخير بولاية سطيف، والذي تحدث فيه عن إصلاحات عميقة ستتجسد في الدستور القادم. وفي معرض حديثه عن هذه الإصلاحات، جدد المتحدث دعم الحزب العتيد لقرارات رئيس الجمهورية، لتجسيدها في الميدان، مذكّرا بأن حزبه يدعم فكرة فتح حوار وطني واسع مع كل الفعاليات السياسية لإثراء الدستور الجديد، الذي تتوافق عليه جميع الأطراف من أجل الاستقرار وتعزيز المكاسب الديمقراطية. وفيما يخص الانتخابات الرئاسية ثمّن سعداني، نتائجها التي قال عنها أنها تمت في جو عادي ونزيه وبطرق شفافة، وعرفت مشاركة لا بأس بها، مؤكدا أن نسبة الفوز التي تحصل عليها رئيس الجمهورية، والمقدرة ب 81.53 بالمئة نسبة ايجابية تبين التفاف الشعب حوله، وبالرغم من أنها عرفت انخفاضا قليلا مقارنة بالانتخابات السابقة فإنها تبقى مرتفعة إذا ما قورنت بالنسب التي يتحصل عليها في الانتخابات بالدول الأجنبية، والتي لا تتعدى 51 بالمئة في الكثير من الدول الديمقراطية. وإذ أضاف المتحدث أن المهم بالنسبة للجزائر هو الفوز وليس النسبة لأن هذه الأخيرة قد ترتفع وتنخفض في كل الانتخابات. وأشار المتحدث باسم حزب جبهة التحرير الوطني، إلى أن نتائج الانتخابات الرئاسية أكدت "وعي الشعب الجزائري" وتمسكه بالاستقرار ورغبته في بقاء الرئيس بوتفليقة، لمواصلة سياسته الأمنية والتنموية. وفي رده على الجهات التي نددت بنتائج الانتخابات، واتهمت الإدارة بالتزوير، أوضح سعداني، أن الانتخابات جرت في شفافية تامة وبشهادة الملاحظين الدوليين، مضيفا أن الجهات التي تتحدث عن التزوير تحاول تبرير فشلها في هذا الاستحقاق، معبّرا عن رفضه لمن ينادي بمرحلة انتقالية بعد فشله في الانتخابات، حيث قال بصريح العبارة "من يتحدث عن مرحلة انتقالية فهو يتحدث خارج الدستور". مذكرا في نفس الوقت بالنتائج السلبية التي أنجرت عن هذه المرحلة في السابق. وأفاد السيد سعداني، أن المرحلة القادمة بحاجة إلى تضامن وطني والابتعاد عما أسماه بالتنافر بين أبناء الوطن الذي يجعل من الجزائر ضعيفة مهما كانت قوتها، مقترحا على الطبقة السياسية فتح حوار سياسي، وقبول الرأي المخالف والابتعاد عن كل الاتهامات الباطلة التي تؤثر سلبا على البلاد التي هي بحاجة إلى رص الصفوف وليس إلى تشتيتها. وفي رده عن سؤال تعلق بحركة "بركات" ومنع تجمعاتها أكد سعداني، بأن حزب جبهة التحرير الوطني ليس ضد التعبير عن الرأي لكنه مع المسيرات عندما يرخص لها قانونا، متّهما حركة "بركات" بأنها توأم حركة "كفاية" بمصر، بمعنى أن "أهدافها واحدة". غير أنه قال أن الجزائر ليست مثل باقي البلدان "فمن يريد إحداث ربيع عربي في الجزائر لا يعرف الجزائريين جيدا"، مضيفا أن "الجزائر لها مؤسسات قوية وجبهة داخلية متينة تتصدى لهذه المحاولات كون الوطنية تبقى دائما مرشد الجزائريين".