لا اعتقد أن العرب يبالون بالذي يحدث في الفلوجة فهي لم تعد تهم كثيرا، فالاهتمام الأكبر مُنصب على فوازير رمضان الذي بدأ الإشهار لها من الآن، ولأن الحكومات العربية السنية منكبة على التسابق في برامج رمضان، فإن أعدائهم اختاروا هذا التوقيت ليحاصروا الفلوجة ويقضوا على ما بقي منها من جياع، ولا يهم إن مات سكان الفلوجة من غير المسلحين فمثواهم الجنة، إنه المبرر الذي يحاول عرب الفوازير أن يقنعوا بهم أنفسهم حتى يتخلصوا من تأنيب بعض ما بقي لهم من بقية ضمير، فالجنة مأوى الضعفاء لذا فليهتم العرب بفوازيرهم الرمضانية ولأهل الفلوجة الجنة. المستضعفين في الفلوجة ينتظرون مصيرهم المحتوم ولا صوت لهم تنقله القنوات التلفزيونية العربية، فالمليشيات الشيعة من أمامهم وداعش من خلفهم ولا مفر لهم سوى انتظار المصير المحتوم، والغريب أن العدوان على الفلوجة يشارك فيه حتى ائمة الشيعة بأسلحتهم وعتادهم وعمائمهم، ومن الموت لأمريكا واسرائيل الذي لم تجسده إيران على الواقع سوى في الشعارات التي ضحكت بها على العرب ،إلى الموت لأهل الفلوجة واطفالها وشيوخها ونسائها دون أن يتم الإعلان عن ذلك طبعا، وهكذا تقتل طهران ما بقي من أهل الفوجة تحت شعار الموت لأمريكا، وفي خضم كل هذا ننتظر نحن فوازير رمضان ولكن هذه المرة فوازير بدماء واشلاء الابرياء حتى وان لم تظهر صوتا وصورة ولكنها ستبقى تصرخ في الضمير العربي والإسلامي، فصبرا آل الفلوجة انتظروا بعد الفوازير لعل وعسى ينتقم لكم أهلكم المسلمين بالتنديد والشجب.