ما إن يحل شهر رمضان الكريم حتى يحل معه موسم الكسل الذي سيستمر من شهر رمضان المبارك إلى غاية عودة الطيور المهاجرة في الخريف، وبدأت مظاهر الكسل الاجتماعي تبدو للعيان من خلال التحضير للخروج في عطلة وقضاء سبات شهر كامل والخروج بعد رمضان ليس للعمل طبعا ولكن لتمضية العطلة في مكان ما، وأما " شعيب الخديم" فلينتظر حتى يدخل أهل الوجاهة والجاه من إداريين وأطباء من عطلة رمضان وعطلة الصيف ليقوموا بواجب إهانة الناس، ورغم أن مصالح الناس لا تنتهي بحكم دورة الحياة والاحتياجات المستمرة ولكن " كل عطلة فيها خير" ولا يهم إن مات المريض لأن الجراح في عطلة، ففيها خير لأنه سيتخلص من آلامه ويدخل الجنة، ولا يهم إن ضاعت مصالح الناس الإدارية لأنه فيها خير كثير وسيعوضه خالقه على ما صبر وانتظر، مجتمع يعيش بهذه الطريقة ولا يستحي من مناقشة تطوره في الملتقيات والاجتماعات، لأنه مجتمع منافق دأب على النفاق، هكذا تمضي حياة الجزائريين كلها شكوى وتذمر وارتفاع للضغط والسكر، حتى أنه يمكن استخراج السكر من أجساد الجزائريين وتصديره للخارج من كثرة الفائض، ويمكن لضغطهم أن يولد طاقة يمكنها تدمير مدينة هيروشيما ونكازاكي ومعهما نيو يورك ولندن وباريس، ولهذا ربما على الشعب الجزائري أن يكون فخورا بحاله لأنه يملك كل هذه المؤهلات ولكنه لا يدري بها، فهو لا يحتاج سوى لإبرة حتى يفيض سكره وضغط حتى تنفجر طاقته .