عيد الطفولة ليس سوى يوما يمر ببعض الكلام والسلام، وكعادة البرلمان ربما سيفتح ابوابه للأطفال بمناسبة عيد الطفولة ليلعب الأطفال لعبة النواب " الطفل البرلماني" ليصيروا نوابا ولو ليوم واحد، يوم واحد أو بعض الساعات ثم يعود النواب لمقاعدهم خشية أن تصبح اللعبة جد وينقلب الأطفال على النواب وليس كل الأطفال معنيين بأن يكونوا نوابا ليوم واحد، لأن أغلب النواب هم أصلا أطفال لذا لا يمكن لطفل أن يترك مكانه لطفل فاللعبة فبالنسبة للنواب أكبر ، على كل حال لا يصبح البرلمان طفولي في يومه فقط ، ولكن يصير الذين فكروا في دعوة الأطفال هم أنفسهم أطفالا حين تصبح الأمور كلها مجرد لعبة، لأن الطفل يظل طفلا وله مكانه الذي يمكن أن يعبر فيه عن أفكاره . وإذا البرلمان سيدعوا الأطفال ليعرضهم في التلفزيون في مقاعد النواب كشكل من أشكال التحضر فنأمل أن يتم استدعاء لهذه المناسبة أطفال " الباتكس " المتواجدون بكثرة على مرمى حجر من مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني، وهكذا يصل الصوت الحقيقي للطفل ونرى كيف يعبر المحرومين حتى من الأمل عن واقع الشارع، بدلا من أن نسمع أطفال تربوا في القطن يتكلمون عن جبنة البقرة الضاحكة التي تضحك على المحرومين من أطفال الزوالية كلما مروا من جنب محل بقالة وعن سر عدم توفر أنواع من الحلويات في البرلمان .كان من الممكن أن يحتفل بهذا اليوم بطريقة تضع مشاكل الطفل على المحك دون اللجوء إلى لعب " الذر " لأن حتى الكثير من النواب مستواهم في طرح المشاكل لا يرقى حتى لمستوى أطفال البرلمان ، خاصة اذا استدلوا بأبيات من الشعر أو آيات قرآنية، والمشكلة الحقيقة أن الأطفال ليسوا بحاجة إلى يوم أغلبهم لا يسمع به لأنهم منهمكين في العمل في الورشات والأراضي الفلاحية أو ملء دلاء الماء ، وإنما محتاجين إلى حلول حقيقية تضمن لهم مستقبلا أمنا كي لا يضطروا الى "الحرقة" وليسوا بحاجة الى سوق الذر