أصبحت سوق العقار في الجزائر حديث العام والخاص لدى المستثمرين من جميع أنحاء العالم، جعلتهم يتنافسون للحصول على مكانة في هذه السوق التي تتّسع للجميع حسب ما ذكره محمد العريبي مدير عام شركة "اللبنانية للعقار" الذي التقته جريدة المسقبل خلال المعرض الدولي الثاني للسكن والعقار وخصّها بهذا الحوار ليشرح عدة أمور للقارىء الجزائري في مجال شركته وكذا مشاريعه في الجزائر ووضعية السوق العقارية الجزائرية حسب نظرته. -هل لكم أن تقدموا لنا نبذة عن شركة "اللبنانية للعقار"؟ محمد العريسي: هي شركة جزائرية برأسمال لبناني مكونة من مجموعة من المستثمرين اللبنانيين في مجال المقاولات. نحن في الجزائر منذ سنتين تقريبا من خلال مكتب يمثل شركتنا، وقد عرض علينا مشروع بالشراڤة وهي فرصة واعدة لاستطلاع هذا المشروع، وبذلك اتخذنا قرار للقدوم إلى الجزائر وبداية العمل، ومنذ ذلك ونحن نعمل جاهدين على إنهاء عملية البيع والشراء للأراضي المخصصة لهذا المشروع، وتحصلنا على رخصة البناء والوثائق اللازمة وبدأنا العمل في الميدان منذ حوالي شهرين. هل شركتكم متخصصة في البناء فقط؟ تقوم شركة اللبنانية للعقار بالبناء بعد إجراء الدراسات الهندسية مع المكاتب المختصة وكذا عملية البيع، وكل العمليات التي لها علاقة بقطاع العقار. مشروع الشراڤة أو إقامة الصنوبر هل هو أول مشروع لكم في الجزائر؟ المشروع السكني إقامة الصنوبر يعتبر أول مشروع سكني، فالشركة اللبنانية للعقار تعمل على إنجازه في الجزائر، ولنا عدة مشاريع في مختلف الدول العربية، وهذا المشروع سيكون لنا بطاقة فنية لدى الجزائريين ليتعرفوا على نوعية نشاطنا. كم تقدر قيمة هذا الاستثمار؟ تقدر تكلفة المشروع ب120 مليار دينار جزائري تقريبا. بماذا تتميز شركتكم عن باقي الشركات العقارية الموجوة في السوق؟ إن جميع الشركات العقارية لها تقريبا نفس المميزات من دقة وسرعة في الإنجاز ولذا فنحن بالإضافة إلى ذلك نتصف بميزة عالية وهي النوعية، فنحن في سياستنا نعطي للزبون قيمة كبيرة. وهل لكم نية في التعامل مع شركات أجنبية أو جزائرية في سوق السكن الجزائرية؟ لقد سطرنا برنامج عمل في الوقت الحالي ولفترة تفوق 05 سنوات، إبتدأنا بمشروع إقامة الصنوبر بالشراڤة وسوف تكون لنا مشاريع أخرى ونحن في هذه الفترة مكتفين بمشاريعنا التي تنجز من طرف اللبنانية للعقار لكن في المستقبل لا نرى مانعا في أي شراكة أو دراسة لأي مشروع مع شركات جزائرية أو عربية أو أجنبية في الجزائر. هل تعتمدون على مكاتب دراسات أجنبية أو لبنانية في مشاريعكم؟ في الحقيقة نعتمد على الخبرة اللبنانية، ولكن في مشروع إقامة الصنوبر في الجزائر نتعامل مع مكتب دراسات ثاني جزائري، لتسهيل علينا عدة أمور كالتعامل مع القوانين الجزائرية بالإضافة إلى أن هذا المكتب الجزائري قام بتطوير هذا المشروع اللبناني. وماذا عن اليد العاملة التي تشتغل في المشروع؟ للأسف اليد العاملة الجزائرية غير متوفرة بالحد المطلوب، فهي بحاجة إلى إعانة ومساعدة فهي ليست مؤهلة لذا فشركة اللبنانية للعقار تستعين باليد العاملة اللبنانية والسورية في مشروع الشراڤة مع بعض العمال الجزائريين، ويبقى بذلك مجهود عربي متكامل. كيف وجدتم مناخ الاستثمار في الجزائر من تسهيلات أو صعوبات؟ الجزائر كغيرها من البلدان يوجد بها بعض الصعوبات في جميع المراحل من العمل وليس هناك صعوبات خاصة وإنما البيروقراطية الثقيلة نوعا ما تتعبنا، لكن هذا لم يمنعنا من العمل والتغلب عليها بمساعدة الإخوان الجزائريين المحبين للعمل، وأنهينا قسما كبيرا من الأعمال. متى انطلق مشروع إقامة الصنوبر؟ إنطلق المشروع منذ حوالي شهرين وبسبب كبره وضخامته أخذت عملية الحفر في الأسس فترة طويلة، فالعملية شملت 100 ألف متر مكعب من الحفريات ونحن في نهايتها وبداية مرحلة صب الإسمنت المسلح. ألستم متخوفين من أسعار مواد البناء في الجزائر؟ بالعكس فمواد البناء على المستوى العالمي تتجه نحو الانخفاض ونحن بعد قيامنا بدراسة السوق والأسعار قبل بداية المشروع وجدنا أنه بإمكاننا إنجاز مشروعنا بالمواصفات التي تعهدنا بها وهي الدقة والسرعة والنوعية. بعد نهاية المشروع والدخول في عملية البيع، هل هناك سياسة لتحديد الأسعار مقارنة مع ما هو موجود في السوق الجزائرية؟ أسعارنا جد مدروسة ومنطقية جدا بالنظر للخدمات المقدمة والتجهيز الداخلي للشقق، لأن مشروع إقامة الصنوبر هو مشروع كامل يحتوي على عدة أجنحة ومزايا منها مركز تجاري وسكنات ومواقف للسيارات، كما أن هذه الإقامة تكون تحت حماية ومراقبة شديدة مرفوقة بكاميرات على مدار اليوم 24/24 مع غرف للتحكم، كما أن الدخول إلى الشقق أو المواقف يكون ببطاقات مغناطيسية شخصية، إنه مشروع حديث بعدة مزايا، كما أن التصميم الكلي للمشروع أخذ حرفا لاتينيا (S) لخلق مساحات خضراء لكل الشقق وإستفادة الكل من الضوء والتهوية، لذا فالتصميم الأولي كان بدقة كبيرة ودراسة معمقة، وهذا من أجل راحة المشتري. هل تتعاملون مع شركات جزائرية في مجالات التجهيز كالترصيص والكهرباء، والنجارة وغيرها؟ شركة "اللبنانية للعقار" تقوم بكل العمليات التابعة للمشروع وهذا من خلال شركة لبنانية نتعامل معها منذ مدة في عدة مشاريع في الوطن العربي، وأصبحنا نعتمد علهيا وتسايرنا في عملنا وهم الآن في الميدان وهي شركة عملت في الجزائر من قبل مع - EPLF وتركت إنطباعا جيدا لدى إخواننا الجزائريين. بعد مشاركتكم في المعرض واحتكاككم مع الزبون الجزائري كيف تنظرون إليه وهل وجدتم فيه المواصفات التي تتمنونها؟ الزبون الجزائري مطلع على كل الأمور وهذا يدل على الثقاقة العالية لديه، كما لاحظنا أنه يتطلع إلى كل ما هو جيد، ويطلب دائما الأناقة والنوعية الرفيعة وهي أمور مشجعة جعلتنا نستبشر خيرا في المستقبل. هل لديكم مشاريع أخرى في الجزائر وما طبيعتها؟ نحن بصدد دراسة ثلاثة مشاريع أخرى ومنها ما هو أكبر من مشروع إقامة الصنوبر في مناطق من العاصمة وضواحيها، ولن نفصح عنها الآن، وهي عبارة عن مشاريع سكنية وتجارية. ألا تتخوف "اللبنانية للعقار" من انعكاسات الأزمة المالية العالمية على مشاريعها في الجزائر؟ إن الأزمة المالية كانت من أسبابها سوق العقار في الولاياتالمتحدة، والوضع في الجزائر مختلف فهو جد مشجع ولا أرى أي إنعكاس سلبي بالحجم الموجودة عند الدول الأخرى، لأنها بلد محمي نوعا ما ويوجد طلب كبير على السكنات، لذا فنحن لا نرى صعوبات على مدى الخمس سنوات القادمة، قد تكون هناك إنعكاسات ولكن ليس بالحجم الذي هو موجود خارج الجزائر، إن التأثير سوف يكون في الجزائر نفسيا أكثر منه مادي. هل تسعون إلى منافسة الشركات العقارية الموجودة في الجزائر؟ إن المنافسة تحسن من أداء عمل الشركات لتقدم منتوجا جيدا، لكن في الجزائر المنافسة غير مطروحة لحد الآن وهذا نظرا للطلب الكبير على السكنات. إننا نحاول أن ننافس أنفسنا لتقديم منتوج جيد للجزائريين. ألا تعتقدون أن القوانين العقارية في الجزائر جنبتنا الأزمة العالمية؟ ليست القوانين فقط، بل هناك أيضا قاعدة الضمان المطبقة، فهي فكرة غير موجودة في كثير من الدول كدبي والسعودية ولبنان، وهذه الضمانات تخفف من شدة الهزات نوعا ما. بالإضافة إلى أن الطلب حقيقي على السكن وليس منفوخا، لذا لا خوف من أي تأثير. كيف ترون السوق العقاري الجزائرية عامة؟ السوق العقارية الجزائرية هي سوق واعدة وكبيرة وتتسع للجميع، لذا فنحن نطلب من المستثمرين القدوم إلى الجزائر للاستثمار. الملاحظ في هذا المعرض وجود المشاركين العرب بقوة ما السبب؟ أولا لأن السوق الجزائرية في ميدان العقار سوقة واعدة وكبيرة وثانيا أن الإخوة العرب إكتسبوا في السنوات الماضية خبرة في البناء، كما حدث في السعودية ودبي وعليه أصبحت لديهم خدمات نوعية وراقية، وبما أن الجزائر بلد عربي إتخذ الإخوة العرب هذا الطريق لتقديم خبرتهم العالمية لهذا البلد المضياف والجزائر أولى من غيرها. متى تظهر نتائج النهضة الجزائرية في العقار التي تحدث الآن؟ النهضة العقارية الجزائرية سوف تظهر بوضوح بعد نهاية أغلب المشاريع، وما هي إلا شهور معدودات ونرى الجزائر بحلة جديدة تعبر عن نتائج السياسة المتبعة في هذا القطاع.