في حادثة فريدة من نوعها، قام سكان قرية ستيتا التي تضم أربعة آلاف نسمة بغلق مداخل كل من مقرات الدائرة والبلدية ومركز البريد في ماكوة بولاية تيزي وزو بأكوام التراب ومختلف قارورات الخمر، كما قاموا بغرس البصل فوق تلك الأكوام، مانعين أيا كان من الدخول وهذا من أجل المطالبة بربط منازلهم بشبكة الغار الطبيعي وتوفير المياه الشروب وإعادة تهيئة شبكة الطرقات."النهار" تنقلت، يوم أمس، إلى عين المكان أين سرنا ضعف المسافة بسبب الطرقات المغلقة وهذا مرورا بقرية تازرارت، أين وصلنا إلى مقر البلدية الموصد الأبواب بعد أن قاموا بتلحيمه كما نصبوا لافتة كتب عليها «تعبنا من الوعود» كما قاموا بإفراغ الأتربة في المدخل الرئيسي. واستنادا لسكان المنطقة في حديثهم إلى «النهار» بعين المكان، فقد أكدوا أن فكرة إحضارهم للأتربة كانت أول أمس في حدود الساعة الثامنة مساء، بعد أن أصدر رئيس البلدية أمرا لثلاثة من معاونيه على رأسهم رئيس مصلحة التهيئة، من أجل فك تلحيم الأبواب الموصدة، إلا أن سكان المنطقة انتفضوا وذهبوا فور ذلك في موكب يضم 8 شاحنات وانطلقوا بواسطة الأبواق ذهابا وإيابا وعبّؤوا الشاحنات بالتربة والرمال من قريتهم في حين احتفظوا بالبقية من أجل الحركات الاحتجاجية الأخرى وغلق مزيد من الطرقات بها. وجهتنا كانت بعد ذلك نحو مقر الدائرة، أين وجدنا عناصر من الشرطة يحروسونه وبمدخله أكوام من التربة، حيث غرس المحتجون فوقه البصل و«زيّنوه» بقارورات الخمر ولافتة كتب عليها باللون الأحمر «نحن الأولين في الفاتح من نوفمبر ونحن الأواخر بعد مرور 60 سنة» وفي وسط هذه اللافتة نصبوا حبل مشنقة كشكل من أشكال المحاكمة الرمزية لرئيس الدائرة. ولم يختلف الوضع على سابقيه أمام مقر مركز البريد، أين وجدنا أيضا رجال الشرطة، حيث أكد المحتجون أنهم قاموا بغلقه كون مركز بريد قريتهم مغلق منذ حوالي خمسة سنوات، وفي كل مرة تقدم لهم السلطات وعودا من أجل إعادة فتحه وإصلاح التسربات المائية، إلا أنه لحد الساعة لم ينال سوى الوعود الكاذبة، مؤكدين أن عجائز قريتهم يقطعون أزيد من 5 كلم من أجل سحب أموالهم.