موظفون يقدمون عطلا مرضية للهرب إلى الشواطئ ومصالح المواطن معلقة عرفت شواطئ العاصمة، أمس، تدفقا منقطع النظير للمواطنين بسبب موجة الحر التي تعرفها الجزائر منذ أول أمس، حيث غصت مختلف الشواطئ بالعائلات والشباب وحتى تلاميذ الولايات الداخلية الذين فروا من حرارة مناطقهم إلى شواطئ البحر في رحلات منظمة من طرف مدارسهم. الشواطئ ممتلئة عن آخرها وموسم الإصطياف ينطلق مبكرا وحسب الجولة الميدانية التي قامت بها «النهار» أمس، إلى مختلف شواطئ العاصمة، فقت شهدنا أعدادا غفيرة من المواطنين الذين تدفقوا عليها منذ الساعات الأولى من صباح أمس، أين شهدت شواطئ سيدي فرج وزرالدة وعين البنيان توافد مئات المصطافين عليها هروبا من الحرارة التي تعرفها العاصمة والجزائر عموما خلال ال48 ساعة الأخيرة. وأكد العديد من المصطافين الذين التقتهم "النهار" أمس على مستوى شاطئي سيدي فرج وعين البنيان، أنهم قد توجهوا نحو الشاطئ بسبب الإرتفاع الشديد والمفاجئ لدرجات الحرار، حيث أشار «سمير.خ» من بئر مراد رايس بالعاصمة، أنه قصد شاطئ سيدي فرج من أجل الإستجمام والسباحة هروبا من حرارة الشمس، مضيفا أنه توجه إلى البحر خلال اليومين الأخيرين مباشرة بعدما عرفت درجات الحرارة ارتفاعا كبيرا، موضحا أنه تفاجأ من الأعداد الكبيرة للمواطنين الذين توجهوا نحو الشواطئ وكأننا في عز أيام الصيف. كما تحدث عبد الرحيم، القاطن في بلدية بئر توتة والذي التقيناه في شاطئ عين البنيان، أنه وجد صعوبة كبيرة في ركن سيارته وإيجاد مكان له ولعائلته على الشاطئ بسبب الأعداد الكبيرة للمواطنين المتواجدين هناك منذ الصبيحة، مضيفا أن موسم الإصطياف قد انطلق باكرا هذا العام بسبب الحرارة المرتفعة. تنظيم رحلات مدرسية وسكان الولايات الداخلية يحجون نحو الشواطئ وصادف تواجد طاقم "النهار"على مستوى شاطئ سيدي فرج، وصول العديد من الحافلات التي كانت تضم عشرات التلاميذ الذين كانوا في رحلة مدرسية نحو شاطئ البحر والقادمين من ولاية المدية، وبعد اقترابنا من أحد منظمي الرحلة أكد لنا أن الرحلة كانت مبرمجة منذ مدة طويلة لكن ارتفاع درجات الحرارة جعلت التلاميذ يغتنمون الفرصة من أجل السباحة والاستجمام، حيث كان الشاطئ يغص بالتلاميذ في مشهد لا تراه إلا في مواسم الاصطياف، أين قام المنظمون بوضع التلاميذ في مساحة متقاربة من أجل حراستهم وتركهم يسبحون في المياه هربا من الحرارة المرتفعة. كما التقينا أيضا بالعديد من العائلات التي قدمت من مختلف الولايات الداخلية نحو الشاطئ، على غرار إحدى العائلات القاطنة بولاية البليدة، والتي جعلتها الحرارة المرتفعة تهرب نحو البحر من أجل الانتعاش والسباحة، حيث أكد «حسين.ب» وهو رب العائلة، أنه قرر اصطحاب أبنائه الثلاثة وزوجته إلى شاطئ سيدي فرج بعد أن عرفت درجات الحرارة ارتفاعا كبيرا، مشيرا إلى أنه المفر الوحيد من الحرارة، وفرصة جيدة للإستجمام. موظفون يقدمون عطلا مرضية للتوجه إلى الشواطئ ويغتنمون الفرصة خلال تجوالنا عبر شواطئ العاصمة صادفنا العديد من العائلات والمواطنين الذي قرروا التوجه نحو البحر بسبب الحرارة، لكن اعترافات أحد لمصطافين جعلتنا نعيد التجوال مرة أخرى بحثا عن حالات مشابهة، أين أكد «س.خ» أنه قدم عطلة مرضية لثلاثة أيام من أجل استغلال فرصة ارتفاع درجات الحرارة للتوجه نحو الشاطئ، مشيرا إلى أن هذه الفرصة لا تعوض موضحا أنه قرر بدأ موسم اصطيافه مبكرا بسبب تزامن شهر رمضان المعظم في نهاية جوان ونهاية شهر جويلة، وهي الفترة التي تعد عز فصل الصيف، أين أوضح أنه يريد قضاء أطول فترة ممكنة خلال هذا العام في البحر بسبب تزامن صيف هذا العام مع شهر رمضان. وبعد عملية مسح على الشاطئ وجدنا العديد من الحالات المشابهة له، أين أكد العديد من المصطافين الآخرين أنهم قد قدموا عطلا مرضية يوم أمس من أجل التمتع بالسباحة والهروب من الحرارة المرتفعة، إضافة إلى تحججهم بشهر رمضان الذي سيتزامن هذه السنة مع فصل الصيف. الباعة المتجوّلون وأصحاب الأحصنة ينتهزون الفرصة ويباشرون نشاطهم في الشواطئ وحسب الجولة التي قادت «النهار» إلى مختلف الشواطئ فقد وجدنا أن الباعة المتجولين الذين يتزامن نشاطهم مع فصل الصيف وتوجه المواطنين نحو الشواطئ قد باشروا عملهم باكرا هذه السنة بعد توافد أعداد كبيرة من المصطافين نحو البحر، أين وجدنا مختلف الأطفال والسباب يعرضون سلعهم على المصطافين من مأكولات خفيفة و«محاجب» والشاي وحتى السجائر، إضافة إلى أصحاب الأحصنة الذين يقومون بكرائها للمصطافين من أجل أخذهم في جولات عبر الشاطئ مقابل مبالغ مالية معتبرة وصلت إلى 1000 دينار للجولة.