أكتب إليك بعد أن ضاقت بي السبل، ومنتهى أملي أن أجد حلا لمشكلتي بعدما تفاقمت وما عدت أتحمل ثقلها. أنا شابة من مدينة سكيكدة، في ال26 من العمر، قدر الله أن يصيبني مرض فقدان السمع التدريجي، حيث بدأت وظيفة هذه الحاسة تتراجع بين اليوم والآخر، وكان ذلك مصحوبا بطنين الأذن، عندما بلغت سن 21 عاما، ونظرا للفقر وعسر الحال وتزامنا مع وفاة والدي رحمه الله لم أزر الطبيب وظلت معاناتي في صمت، وماكان يسبب لي الانزعاج سخرية الناس واستهزاءهم بوضعي، ما جعلني مُحبطة على الدوام ولا حيلة لي سوى البكاء والشكوى لله عز وجل. رضخت لقدري لأنه لا بد علي التعايش مع هذا الوضع والتكيف مع المرض، وبتفاقم الوضع اغتنمت أول فرصة حصلت فيه على قليل من مال المحسنين، وذهبت إلى طبيب في مدينة قسنطينة، وبعد الفحوصات والأشعة أخبرني أنه يمكن إجراء عملية زرع القوقعة، علما أن هذه الأخيرة تتم على مستوى العاصمة، بالإضافة إلى ذلك فقد أكرمني طبيب الأشعة ووعد بمساعدتي وأعطاني رقم هاتفه وطلب مني الاتصال به في حال الحاجة إليه. رجعت إلى مدينتي، بعدما أبرق الأمل في حياتي وشعرت أن الله سيعوضني بالخير الوفير والصحة بعد سنوات الصبر والمعاناة، وبعد مدة اتصلت بمن وعدني بالمساعدة لكنه صدمني عندما طلب مني ما لا أستطيع، وكانت صدمتي كبيرة، عندها تغيرت نبرة صوته وأخبرني أني سأعيش مدى الحياة بآلة سمع طبية، لأن تلك العملية ليست في متناول الجميع، قطعت الاتصال به وأملي لم ينقطع وزرت طبيبا في مدينتي، هذا الأخير وفر على نفسه ونصحني بآلة السمع وتقبل الوضع، علما أن هذا الاقتراح لن يحل مشكلتي، فكل من تقدموا لخطبتي تراجعوا بمجرد مصارحتهم، بأنه يجب علي الاستعانة بتلك الآلة التي حسبوها عجيبة، لهم الحق في ذلك فكيف لامرأة مثلي أن تعتني بأطفال صغار ولا يمكنها سماع بكائهم. لم أفقد الأمل والرجاء حتى الآن، وثقتي بالله كبيرة أنتظر رحمته، وأن يمنّ علي القراء الكرام بأي نوع من المساعدة وأجر الجميع عند الله. نادية / سكيكدة