أكد الوزير الأول عبد المالك سلال اليوم الاثنين خلال تدخله في ندوة باريس أن الجزائر العازمة على مكافحة التغيرات المناخية تراهن على الانتقال الطاقوي من اجل إنجاح مخططها الوطني الرامي إلى الحد من هذه الظاهرة. في هذا الصدد جدد الوزير الأول خلال أشغال الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية التأكيد على إرادة الجزائر القوية من اجل الإسراع في الانتقال الطاقوي نحو نظام يعتمد على الطاقات النظيفة و المتجددة. كما ذكر السيد سلال بالإمكانيات الكبيرة في مجال الطاقات المتجددة سيما الشمسية منها مضيفا أن هذا الخيار لا يعد فقط قرارا بيئيا و إنما كذلك "خيار اقتصادي مقصود" و "طموح صناعي مدروس". و تابع يقول أن الجزائر تكشف بذلك عن طموحاتها الصناعية في مجال تطوير الطاقات المتجددة التي تعتبر "رهانا على المستقبل". في هذا الإطار تسعى الجزائر -حسب الوزير الأول الذي ممثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في هذه القمة- إلى إنشاء و احتضان منتدى إفريقي للطاقات المتجددة الذي يشكل الإطار المناسب للحوار و التشاور بين أصحاب القرار السياسي و رؤساء المؤسسات و المجتمع المدني و الأسرة العلمية. كما ستسمح هذه الأرضية السنوية بتحديد أفضل الممارسات و تقديم آخر الابتكارات التقنية في هذا المجال. سلال يؤكد على التضامن المناخي في هذا الصدد أشار الوزير الأول في خطابه الذي ألقاه أمام 150 رئيس دولة و حكومة مشاركة في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية إلى ضرورة التضامن الدولي من اجل إنجاح الأهداف التي تمت مناقشتها في هذه الندوة الأممية. كما أضاف أن "الجزائر تسعى إلى التأكيد مرة أخرى على العمل من اجل التوصل إلى اتفاق دولي جديد و طموح مع مشاركة الجميع و هو اتفاق موجه نحو العمل و يقوم على المساواة اليوم و غدا و كذا حول التضامن المناخي المستوحى من روح الانتماء المشترك إلى مصير عالمي واحد". وأكد السيد سلال كذلك على انفتاح الجزائر على كل أشكال التعاون الدولي الذي من شانه المساعدة على تحقيق نتائج أفضل في مجال مكافحة التغيرات المناخية. و أعلن في هذا الخصوص عن إنشاء مجموعة أصدقاء مرافقة الطموح الجزائري للتكيف و التقليص التي تعتبر آلية جديدة تفتح لبلدان الشمال و الجنوب إمكانيات شراكة مع الجزائر في مختلف المجالات المعنية بمخطط مكافحة التغيرات المناخية. و خلص الوزير الأول في الأخير إلى التأكيد على أهمية الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية التي تعتبر "اكبر ندوة دبلوماسية لم يسبق تنظيمها في التاريخ" مشيرا إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق في مستوى "المسؤوليات الاخلاقية و بين الأجيال" للبلدان.