تحية طيبة وأزكى سلام للساهرين على إنجاز هذا المنبر ولكل الإخوة الكرام أما بعد: امرأة متزوجة منذ أشهر، مقهورة وأكاد أنفجر من شدة الغيض، لأن زواجي لم يعمر طويلا بعدما اتخذت قرارا لا رجعة فيه ورفعت قضية خلع، لكي أفر بجلدي وأتحرر من العيش مع رجل لا يملك ذرة نخوة ولا مروءة لأن تصرفه لا يصدر عن غيور يخشى الله، ولكم أن تحكموا إن كان قراري صائبا. كيف سيكون رد فعلك أختي القارئة إذا علمت أن زوجك يسرد أدق تفاصيل علاقتكما لأصدقائه، بما في ذلك اللحظات الحميمة التي تجمع الزوج بزوجته، ماذا لو تكرر هذا الأمر، وأدركت أن هذا التصرف يفعله زوجك ليس لسذاجة أو قلة خبرة، بل يفعل ليتباهى بفحولته، حتى أصبحت أحاديثه في متناول الجميع، لأن أحدهم قد سجل كلامه ثم إشاعه على كل من هب ودب، ومنهم من قام بالعملية نفسها، حتى أصبحت منتشرة لدى الجميع بما في ذلك النساء . هذا ما فعله زوجي لأنه بكل بساطة ومن دون أدنى حياء نقل أسرار غرفة نومي إلى الشارع، ولم أكن لأعلم بهذا الوضع المخزي لولا أن إحدى السيدات ممن رزقهن الله التقوى والصلاح، نبهتني وقالت إنه يجب علي وضع حد لما يفعله زوجي، في البداية لم أفهم قصدها، لكنها وضحت لي الأمر كما يجب، لأتفاجأ بتصرفه الأحمق، هذا الأخير الذي ما إن واجهته بالأمر حتى غضب وقال لي: «نعم فعلت ذلك، وليس في الأمر أي إحراج، فأنا صادق ولم أدعي الكذب ألست كذا.. وكذا.. نعم، أنا كذا وكذا قولي كلمة حق من المفروض أن تفتخري برجولتي»، أمام هذه الجرأة بل الوقاحة والسفالة والخسة والوضاعة، لم أجد بدا من مغادرة بيت الزوجية، سرت وكأني فاقدة للوعي باتجاه مكتب محام، استشرته في القضية لكي يوضح لي معالم الطريق فأوكلت له الأمر من أجل تحريك قضية خلع، بعدما رجعت إلى بيت أهلي رافضة كل محاولاته للصلح، علما أني لم أخبر أيا كان بحقيقة ما حدث، لأن لساني لا يمكنه التفوه بمثل هذا الكلام، زد على ذلك أصبحت كالسجينة لا أغادر مكاني، خشية أن يشار إلي بالبنان وأقل ما يقال في حقي إني زوجة ذلك الخسيس، ولم لا، فقد يكون أصحاب النفوس الضعيفة من أمثال زوجي قد سجلوا في أذهانهم صورة لي على النحو الذي كان يذكره شريك حياتي، أكاد أجن ولن أتراجع عن قضيتي ولو كلفني الأمر حياتي.