فضحت الأمطار الأخيرة التي تساقطت بالعديد من ولايات الوطن بعد فترة جفاف، سياسة «البريكولاج» التي تعتمدها المقاولات «الهاوية» في إنجاز الجسور والطرقات وحتى الطريق السيار «شرق- غرب» الذي استهلك أكثر من 14 مليار دولار، حيث تسبب ارتفاع منسوب مياه الوديان التي يمر عبرها الطريق السيار في غلقه، مما خلق طوابير كبيرة من السيارات على مستواه. وبالرغم من كل هذه الفضائح التي نقف عليها يوميا على مستوى المشاريع العمومية الكبرى، إلا أنه لا أحد يتحرك لمحاسبة هذه المقاولات التي تتحصل في مقابل ذلك على المزيد من المشاريع الضخمة، وهو الأمر الذي يطرح الكثير من التساؤلات، فإلى متى يستمر هذا «البريكولاج» الذي يتحمل نتائجه المواطن البسيط؟ وإلى متى تصنع هذه المقاولات «الهاوية» إمبراطوريات مالية في ظل غياب أي رقيب أو حسيب؟