اختار عبد القادر بن صالح المستقيل من زعامة حزب الأرندي، يوم افتتاح الأفلان لمؤتمره العاشر، ليرمي هو المنشفة ويستقيل من حزب هو الثاني في الجزائر، وبذلك يعطي إشارة انطلاق مرحلة جديد بالنسبة للتجمع الوطني الديمقراطي، شبيهة نوعا ما بالمرحلة الجديدة التي تعيشها جبهة التحرير الوطني، ولو بفارق بسيط . استقالة بن صالح من على رأس الأرندي وفي هذا الوقت بالذات أعطت إشارات سياسية تمثلت في المرحلة المقبلة التي ستعيشها الجزائر على الساحة الوطنية من جهة، ومن ناحية أخرى أعطت انطباعا شخصيا على بن صالح وهو انه اختار هذا اليوم ليستقيل، حتى لا يكون لاستقالته اثر إعلامي أو لغط سياسي كبير، خصوصا وأن المشهد السياسي وكل الأنظار منصبة على ما يحدث في القاعة البيضاوية وما يعيشه الحزب العتيد من غسيل داخلي نهاية الأسبوع الماضي، بل ومنذ مدة طويلة . إذا فسح عبد القادر بن صالح الطريق لغريمه في الحزب احمد اويحي الأمين العام السابق ، ليعود هذا الأخير إلى منصبه ويبدو من الباب الواسع كما عودنا هذا الأخير في كل مرة، خصوصا وبعد أن تعالت الأصوات في الأرندي بضرورة عودة اويحي إلى قيادة الحزب، والاستنجاد به في الأيام المقبلة، وانتظار ما ستشهده الساحة الوطنية من تغييرات على مستويات مختلفة. البعض من العارفين بالشأن السياسي الجزائري يقولون أن الحركة التي قام بها بن صالح وباتفاق مع اويحي قد تدخل ضمن عمل مسرحي سياسي ممنهج ومخطط له بإحكام يأتي في إطار رسم المشهد السياسي في المرحلة المقبلة، خصوصا وأن الساحة لم تبرز وجوها جديدا فاعلة وأمينة في ولائها للطرف الحاكم في البلاد، لكن بالمقابل تؤكد جهات أخرى أن موازين القوى في السلطة تتراوح، وبين هذا وذاك ستكشف المرحلة المقبلة عن أسرار ما ترسمه الطبقة العليا، سواء من خلال استبدال الأشخاص في مناصبهم، أو من خلال فاعلية لعب الأدوار الرئيسية وسط الحلقة السياسية المغلقة.