في غياب إحصائيات دقيقة يقدر عدد الجزائريين الذين لقوا مصرعهم في الإقتتال بين جيش النصرة و عناصر الدولة الإسلامية "داعش" بالعراق و الشام بأكثر من مائة في ظرف عام واحد بناءا على تقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان و بعض الفيديوهات المتوفرة على "اليوتيوب" منذ صائفة 2015. المعلوم يقينا أنه قد قتل العديد من الجزائريين في عمليات متفرقة في شرق و شمال سوريا في الأشهر الماضية،و في غياب أرقام دقيقة و اعتمادا على البيانات الصادرة عن الكتائب المسلحة و أدبياتها فإن عدد هؤلاء المقتولين يربو عن المائة في حين أن الأسرى في يد الميليشيات المسلحة يزيد على هذا العدد بكثير و لا يعلم في الغالب مصيرهم بعد الأسر،و كان تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" قد قام بإعدام مسلحين وقعوا في الأسر غير مرة معطيا الانطباع أن الأسرى لديه في حكم القتلى. وكانت آخر عملية كبيرة قام بها عناصر داغش أكدها مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إعدامات طالت 16 رجلاً في دير الزور (شرق سوريا) وآخر في محافظة الرقة (شمال سوريا)، بهدف توجيه رسالة إلى كل معارضيه بعد اغتيالات استهدفت أخيرا 12 عنصرا في التنظيم منهم سوريين وعراقيين وجزائريين ومصريين"،والتهمة الموجهة إلى هؤلاء و الموجبة للقتل في أدبيات الجبهات المقاتلة هي القتال ضد التنظيم، فداعش تقتل الجزائريين الذين يقاتلون في صفوف جيش النصرة الموالي لتنظيم القاعدة و جيش النصرة يقتل الجزائريين المقاتلين تحت لواء الدولة الاسلامية المنشقة عن القاعدة. كما أظهر فيديو بثته جبهة النصرة المنضوية تحت لواء تنظيم القاعدة الأم مطلع صيف 2015 شبابا من المغرب و تونس و الجزائر في قبضة مسلحين من التنظيم، و يظهر من الدعاية التي أرادتها النصرة من خلال بث مثل هذا الفيديو أن "داعش" تغرر بالشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي لترسل بهم إلى المواقع الأمامية للحرب مع "الإخوة الأعداء" من سوريي جبهة النصرة. و يظهر "التحقيق" الذي قام به قادة النصرة في ميدان المقاتلة بين الفصائل الجهادية شبابا بين العشرين إلى الخمسة و العشرين من العمر منهم المنهك القوى و منهم من بجسمه جروح و هم يجيبون عن أسئلة المحققين معهم في ميدان القتال و الرصاص لا يزال يسمع،فيقول الأول "أنا من تونس" ثم الثاني "أنا من المغرب" فالثالث "أنا من الجزائر"، فيسألون "لماذا أنتم هنا؟" فيجيبون "للقتال" قيقول المحققون معهم "تقاتلوننا نحن؟ نحن جبهة النصرة و هذه مناطق محررة من النظام السوري". فيقول الشباب :"قالوا لنا هذه المناطق في يد النظام السوري النصيري و الصفوي في العراق وعليكم اقتحام مواقع دير الزور و تحريرها". فيصرخ المحققون من النصرة: تحررون مناطق تم تحريرها مثل دير الزور؟ كل الناس في سوريا يعلمون أننا حررنا هذه المناطق و أنها في أيدينا. فيقول الشباب: "لا نعرف هذه المناطق نحن أجانب". هذا و أعلنت وكالة الأنباء السورية ''سانا'' مرارا عن وجود جزائريين في صفوف المقاتلين، ونقلت الوكالة الرسمية أن ''هناك مجموعات مسلحين من السعودية والكويت والجزائر وباكستان نظمت معا صفوفها للدخول في القتال ضد الحكومة السورية، وأن كميات كبيرة من الأسلحة موجودة على الحدود وأنه بمجرد دخول هؤلاء الحدود السورية يلتقون بممثلين عن مسلحي الجيش الحر ويتم تزويدهم بالأسلحة، على اعتبار أنهم مدربون سابقا ويندمجون في وحدات قتالية توزع على فرق في شتى المحافظات"، وأوضحت الوكالة السورية للأنباء أن المقاتلين الجزائريين كغيرهم يتم توزيع هويات سورية عليهم خشية إلقاء القبض عليهم، ويعتقد أنهم يتركون هوياتهم الحقيقية في مكاتب الارتباط التابعة للجيش الحر على الحدود التركية. للغشارة سبق أن وقع العكس اي أن جزائريين وقعوا في الأسر في أيدي داعش و هم يقاتلون إلى جانب جبهة النصرة الموالية للقاعدة لا للدولة الاسلامية فكان مصيرهم القتل لأن داعش تقتل كل من قاتلها و لا تحيد عن هذا الخط ضد الإرهابيين المناوئين لها. و يخشى على الجزائريين و هم في الأكثر شبابا غرا لا علم لهم غير الاندفاع و الإيمان الساذج أن يكون مصيرهم الإعدام على يد داعش أو على يد النصرة لا سيما و أن آخر حادثة من هذا النوع الإرهابي الفظيع تمثلت في المناطق الحدودية بين العراق و سوريا الحدودية في ريف دير الزور الشرقي و غيره، بحيث أن حملة الاعتقالات التي قامت بها "الدولة الاسلامية" طالت نحو ستين مقاتلاً سابقاً في جبهة النصرة، ممن بايعوا تنظيم داعش في وقت سابق بعد أن اعتزلوا قتالها، حيث اقتادهم التنظيم إلى جهة مجهولة، ولم تعرف إلى الآن أسباب الاعتقال،و هذا ما كان حصل قبل عشرة سنوات لما توجه زهاء مائة جزائري من الشباب الذين اغتروا بفتوى الجهاد على الصليبيين فاتجهوا إلى العراق لمواجهة الغزو الأمريكي فوجدوا أنفسهم يقاتلون فصائل مضادة لتنظيم القاعدة ببلاد الرافدين الذي كان تحت إمرة "أبي مصعب الزرقاوي" فمنهم من قتل على يد الكتائب الشيعية و منهم من أعدمتهم السلطات بتهمة الارهاب و التآمر على أمن الدولة و منهم من لا يزال في السجون العراقية في انتظار الأسوأ.